جاء خطاب الوزير السوري وليد المعلم مخيباً لآمال المعنيين بالنظام السوري كونه أعدَ خطاباً يصلح قوله في مجلس الشعب السوري ان لجهة المطولات في السرديَات البطولية الافتراضية , أو لجهة فراغ النصَ السياسي من أيَ محتوى سياسي يصلح كيَ يكون مادة سياسية  دسمة يُبنى عليها رؤية متقدَمة لانقاذ النظام مما هو فيه , ويساعد على تغيير وجهات نظر دولية كانت ممكنة لو أن المعلم كان معلماً  في درسه باستمالة الرأي العام له , ومن زاوية العمل على ضرورة اجراء اصلاحات تتسع للسوريين  على اختلاف مكوناتهم وانتماءاتهم , وعدم التمترس خلف نموذج سلطوي لا يقنع أحداً بمن فيهم الروس وبجدوى الاستمرار على ماهو عليه. لقد أرهب المعلم الوضع السوري واعتبر أن نظامه وحده من يقاتل الارهاب الذي يضرب سورية  نيابة عن الغرب . ولم يتقن المعلم فنَ الدبلوماسية التي يرعاها, عندم نال من الدول الدولية والعربية, واستثنى روسيا والصين وايران والعراق ودول لم يذكرها فاتحاً بذلك نار النظام على العالم , وجاء اتهامه للمعارضة بالعمالة غير منسجم مع اعترافه بها من خلال حضوره الى جنيف التي منحت المعارضة شرعية دولية وأسقطت مقولات النظام عنها كجماعة ارهابية أو راعية للارهاب . لقد عبَر المجتمعون في جنيف عن استيائهم من كلمة الوزير الفاشل في تمثيل النظام وخاصة من خلال ترديده لأشياء متعلقة بنزاهة النظام وبتصرفاته الحضارية وبجهده المبذول للتخلص من الارهاب الملتحي ودع  المجتمعين الى توفير مستلزمات الدعم للنظام لاستكمال حربه على الارهاب خدمة للعالم . فعلاً فضح المعلم نفسه مرة ثانية, يوم شطب أوروبا وأميركا عن الخارطة ,وعندما حدَد سبب الحرب السورية  بالارهاب الوافد والمموَل من جيوب عربية ولم يشير الى أيَ خطأ داخلي للنظام الأمني , وأمام دول تعرف تمام المعرفة نوعيتيَ وصفتيَ كل من النظام والمعارضة. لذا كان من المفيد أن يأتي المعلم بخطاب سياسي مستقطب يضع النظام فيه على درجة عالية من المسؤولية والحرص على سورية من خلال استعداده التام للمباشرة في التعامل مع الرغبات الداخلية والخارجية لتصحيح مسار سياسي أصبح من الصعب الاستمرار به لأنه وصل الى ذروة الاستبداد ولم يعد باستطاعته استكمال حكمه بعصا البعث .في المقابل جاءت كلمة المعارضة أكثر وعياً ونضجاً ومسؤولية وجاذبة للمؤتمرين في جنيف ومحاكية للسوريين وغير السوريين وملتمسة للتفاهمات الأمريكية -الروسية المنتجة لاتفاق جنيف1 .