كل المؤشرات تبدو إيجابية في مسألة تشكيل الحكومة  بعد المواقف الجريئة التي عبر عنها الرئيس سعد الحريري والمواقف الايجابية التي ادلى بها كل من الرئيس نبيه بري وحزب الله , وقد جرى التوافق على مبدأ تشكيل الحكومة وفقا لصيغة 8_8_8 وتم التفاهم على الخطوط العريضة للتشكيلة الحكومية وأبرزها  : اعتماد صيغة 8_8_8 والمداورة الشاملة في الحقائب وتأجيلل البحث في البيان الوزاري إلى ما بعد التأليف .
وجاءت العقبات في مسألة توزيع الحقائب الوزاية حيث اختلف الزعماء السياسيون على تقاسم مغانم الوزارات فقد أصر النائب ميشال عون على الاحتفاظ بوزارتي الاتصالات والطاقة ومعروف أن وزارة الطاقة هي دائما من نصيب صهر العائلة جبران باسيل وهو يرفض بالاساس مبدأ المداورة بالحقائب الوزارية لاعتباره أن طرح مبدأ المداورة في الحقائب يستهدف فقط الوزير جبران باسيل وهو الذي يتغني دائما بالاصلاح ويتخذ الاصلاح الاداري شعارا له وللتيار الحر الذي يترأسه ولا ندري اذا كان الاصلاح يتوقف على الاحتفاظ بوزارة هنا أو بمدير هناك , و نظرا لخطورة الأمر واستهداف الوزير باسيل من خلال المطالبة بالمداورة في الحقائب الوزارية سارع وفد من حزب الله إلى الرابية لتوضيح الصورة للعماد المرشح لرئاسة الجمهورية ووفق المعلومات فإن المشاورات بين الطرفين لم تكن ايجابية والعماد مصر على رأيه وهو الذي يخوص حربا على الفساد من خلال وزارة الطاقة والصهر العزيز  .
من جهته يتمسك الرئيس المكلف تمام سلام بوزارة الداخلية فيما يطالب بهذه الوزارة ايضا تيار المستقبل وتجري مشاورات بين الطرفين لحل هذه العقدة .
أما النائب وليد جنبلاط فهو يطالب بأن تكون من حصه وزارة الاتصالات إلى جانب وزارة الصحة التي من المتوقع اسنادها للوزير وائل أبو فاعور .
ويتطلع الرئيس الأسبق أمين جميل إلى وزارة التربية ويطالب بها حزب الكتائب فيما كان من المقرر إسنادها الى النائب بطرس حرب .
وهذا ومن المتوقيع أن تتعقد الأمور أكثر خلال الحديث عن حقيقبة وزارة الخارجية ووزارت سيادية أخرى حيث لم تصدر بعد أية مواقف بشأن الوزارات الأخرى وحصة كل من الرئيس نبيه بري وحزب الله ورئيس الجمهورية .ويبدو أن صراع الوزارات لا يزال في بدايته و من المتوقع أن يأخذ توزيع الوزارات وتنسيقها بين الشخصيات والافرقاء السياسيين وقتا أكثر مما اخذه الاتفاق على تشكيل الحكومة ويبدو أن عقد توزيع الحصص الوزاية تصيب الجميع دون استثناء فهل ستخرج الحكومة وسط هذه الصراعات في القريب العاجل ؟ السؤال برسم السياسيين اللبنانيين وزعمائهم .