في خطوات مسار التأليف الحكومي، والمفاوضات الجارية لإنجازه، على ما يبدو ان المحاولة جدية من مختلف الافرقاء لتجنب الفراغ على الاقل في الظاهر، وقد أبدى جميعهم ايجابية معينة تجاه المبادرة التي اطلقها الصديقان اللدودان المحنكان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. في اطار هذه الايجابية إن بقيت مستمرة، فإن الطرفان قدما تنازلات وان كانت متفاوتة، فحزب الله تنازل عن الثلث المعطل، وعن المعادلة الثلاثية ( جيش وشعب ومقاومة)، بالاضافة الى المداورة في الحقائب في المقابل تيار المستقبل تنازل عن مبدأ الحكومة الحيادية وعن عدم مشاركة حزب الله في الحكومة. إلا ان هذه الايجابية وصلت الى حيث يكمن الشيطان، مصادر في تيار المستقبل تشير لموقع "لبنان الجديد" أن البحث وصل الى التفاصيل، "مستعدون السير بحكومة الثلاث ثمانيات مدورة الزوايا بحال أجيب عن أسئلة تشمل البيان الوزاري والحقائب الوزارية." مصادر المستقبل تعزو هذا التنازل لمساعدة رئيس الجمهورية لتجنب الفراغ ولتجنب المزيد من الغرق في بحر الاهتزاز الأمني." في المقابل مصادر واسعة الاطلاع داخل حزب الله أفدت ل"لبنان الجديد" أنها تلمس ايجابية ما في المشاورات، وتعتبر انها وافقت على مبادرة كليمنصو - عين التينة، وتعتبر أن الكرة الآن في ملعب تيار المستقبل وحلفائه. حزب الله يعتبر أنه نجح باستدراج خصومه الى الدخول في مشاورات حول الحكومة السياسية، وأوحى من خلال وسائله انه سجل نقطة انتصار على فريق 14 آذار، وهو في كلا الحالتين أي في حال موافقة خصومه على صيغة 8 8 8 يكون أخذ تشريعا لقتاله الى جانب النظام السوري، والثاني ينقسم الى نقطتين اي بحال عدم التوافق على هذه الصيغة، يعلن انه تنازل لسد الفراغ ولكن خصومه السياسيين لم يستجيبوا، والنقطة الثانية بحال تشكيل حكومة حيادية يبرر لنفسه عدم تسليم الوزارات واتخاذ خطوات تصعيدية تحت شعار الدفاع عن النفس بوجه عزله. بعض صقور تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذارتؤكد أن كل الكلام عن تسوية الثلاث ثمانيات غير صحيح ويستحيل أن نشارك حزب الله في حكومة تغطي جرائمه، وأبدت استياءها من هذا الواقع، وتعتبر أن هذه الصيغة هي فخ نصب لها من قبل حزب الله، وتشير الى أن هذا بحال جرى هو خيانة لدماء الشهداء ومساومة على كل التضحيات:وحينها يصبح" باطن الأرض أصبح أفضل من البقاء على وجهها" أحد "المشاغبين" في كتلة المستقبل يقول:" هل اصبحنا حزب الكراسي او ثورة الكراسي؟ إن كانت هكذا فلا داعي لرفع شعارات براقة واستثمارها في السياسة، على الأقل رأفة بدم الابرياء ولتجنب سقوط المزيد من الضحايا." النائب خالد الضاهر أصدر فتوى بتحريم المشاركة السياسية مع حزب الله، فنحن نحمله دماء كل اللبنانيين، ولا يمكن المساومة على دماء الشهداء، هل يمكن أن نغطي حزب الله على ابواب المحكمة الدولية ومحاكمته وباغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.؟" من البديهي ان تشكيل هذه الحكومة كما سابقاتها كما مواجهة اي استحقاق سياسي في لبنان، تولد بعد شد حبال اقليمي، وهذه المرة شد الحبال كان بين ايران والمملكة العربية السعودية، في غياب اي صالح للشعب اللبناني، وفي خفاء أي صون لدماء أهدرت على ناصيات الطرقات، وتبقى الاشكالية الاساس أنه لماذا لم يتم الاتفاق على هذه الصيغ منذ طرحها؟ وما هي الحاجة الى تسعة أشهر من الأخذ والرد وتحميل البلاد والعباد أعباء تعنت مصالحي، ستتم معالجته في اشارة خارجية؟ وهنا ماذا سيقول الشعب المهدور دمه وحقوقه؟ أليس أدنى حقه هو رفض كل هذه الحلقة المفرغة التي تفرغ حياته من الامان والطعام والعيش الكريم؟