700 ألف دولار هي الغرامة المالية التي ستدفعها الجامعة الاميركية في بيروت الى وزارة العدل الاميركية بسبب دعوى قضائية مدنية اتهمت فيها بتقديم تدريب لكيانين مدرجين في قائمة المواطنين الملحوظين خصّيصاً (SDN List) لوزارة الخزانة الأميركية، وادراجها كيانا آخر مشمولاً بهذه القائمة في صفحةإلكترونية مخصصة لإنشاء الروابط بين الطلاب ومختلف الفرقاء في المجتمعالمدني.
 

مكتب الادعاء الاتحادي وهو طرف في الدعوى ذكر الخميس في بيان انه"علىمدى سنوات قبلت الجامعة الأميركية في بيروت منحا مالية من يو.إس إيد،لكنها لم تتخذ خطوات مسؤولة لضمان عدم تقديم دعم مادي لكيانات مدرجةفي قائمة وزارة الخزانة للكيانات المحظورة" مؤكداً ان "الجامعة أقرت بتدريبممثلين عن راديو النور وتلفزيون المنار وهما مؤسستان إعلاميتان تدرجهماوزارة الخزانة الأميركية بوصفهما فروعا لحزب الله"، كما قال المدعون ان"الجامعة استخدمت موقعها على الإنترنت لربط الطلاب بمنظمة جهاد البناءالتي تعتبرها الخزانة الأمريكية مرتبطة بحزب الله".


"من دون علم او قصد"
تصرف الجامعة الاميركية لم يكن "عن علم أو قصد أو إهمال" هذا ما اكدته في بيان صدر عنها، عبرت خلاله عن سعادتها بالتوصل إلى تسوية وافادتبأنها "توصّلت إلى اتفاق مع وزارة العدل الأميركية حول التصاريح التي كانتقدمتها الجامعة فيما يتعلق بطلبات المنح المقدمة إلى الوكالة الأميركية للتنميةالدولية لدعم المنح الدراسية للطلاب. وفي حين وافقت الجامعة الأميركية فيبيروت على تسوية مع وزارة العدل الأميركية، إلا أن الجامعة لا يمكن أن تعتبربأن تصرّفها كان عن علم ، أو عمد، أو إهمال فادح، ولم تعترف بهذه الواقعةكجزء من التسوية".

إقرأ أيضا : أميركا توقف صاحب إمبراطورية مالية يمول حزب الله

مسؤولية مدنية
"بما ان الجامعة الاميركية مؤسسة وليست شخصاً تم تحميلها مسؤولية مدنية وتغريمها وليس معاقبتها كما حصل مع قاسم تاج الدين على سبيل المثال الذي تم تسليم الى وكالة الاستخبارات الاميركية"، بحسب ما قاله استاذ القانون الدولي في الجامعة الاميركية شفيق المصري لـ"النهار" قبل ان يضيف" القضية تتعلق بتدريب صحافيين من اذاعة النور وتلفزيون المنار، وهما من المؤسسات التابعة لحزب الله التي وتبعاً للقرار الاميركي يعتبر منظمة ارهابية، يحظر التعامل معه في كل مؤسساته وفروعه، ووزارة العدل الاميركية تعاقب علىمساعدة المنظمات الارهابية كونه امرا ممنوعا بالمنطق الاميركي"، ولفت الى ان "الارتباط القانوني والمالي بين الادارة الاميركية والجامعة الاميركية هو السبب الذي ادى عند مخالفتها الى تغريمها، والحديث عن تسوية يعني ان الغرامة كانت اكبر من الرقم الذي تم التوصل اليه، لذلك ظهر ان الجامعة مرتاحة كون الغرامة اتت بعد تسوية".

لا تفرقة بين الطلاب
وعما اذا كان ما حصل سيؤثر على سياسة الجامعة تجاه طلابها، اجاب المصري" الطلاب من شرائح شعبية مختلفة، ولا يسأل الطالب عن عقيدته ولا يدقق بهويته السياسية، لكن بالتأكيد يحظر القيام بنشاطات لمنظمات مدرجة على لائحة الارهاب الاميركية". كما أكدت الجامعة الأميركية في بيانها التزامها" بتقديم أرقى وأفضل تعليم للطلاب في لبنان وخارجه، من جميعالمجتمعات، وهي تلتزم دائماً بالوفاء بمهمتها من خلال تعليم مجتمع متنوّع منالساعين إلى تحقيق التميز، من دون تفريق على أساس العرق أو العقيدة أوالدين أو الأصل القومي أو أي عنصر تمييز آخر، كما أنها تثمّن علاقاتها القويةمع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والدعم السخي الذي تقدمه هذه الوكالة لدعمالمنح الدراسية للطلاب. وكجزء من تطوّرها المستمر والدائم كجامعة أبحاثكبرى، ستقوم الجامعة الأميركية في بيروت بإجراء تدريب إضافي لأعضاءهيئتها التدريسية ولموظفيها لضمان الامتثال للقانون الأميركي واللبناني".
يبقى الفعل على الارض هو الحكم فيما اذا كانت الجامعة الاميركية ستستمر بفتح ابوابها لجميع الطلاب من كل الجنسيات والتوجهات، ام ان سياسة التمييز ستنخر صرحا طالما اعتبر منارة للحريات.