بينما الأبصار شاخصة باتجاه ال2014، عام الاستحقاقات المصيرية بامتياز، انتخابان امتيازيان (رئاسة الجمهورية ومجلس النواب) في ظلّ حكومة غائبة عن الوعي ووضع أمني مهزوز وانتحاريون يزرعون القلق الخوف والرعب من الآتي. ومحكمة دولية قد تزلزل الوضع اللبناني، وجينيف-2 بين ثورة مهدّدة ونظام يتداعى ولا يسقط وشعب مضرّج بدمائه ودموعه تدخل معاناته سنتها الثالثة. وانتظار قلق لنتائج الاتفاق الإيراني الأمريكي، والجميع في انتظار ما يأتي أو ما لن يأتي..

أطلّ المطّلع على الخفايا الأمنية والسياسية والقارئ في المستقبل انطلاقاً من وقائع الحاضر وتجارب الماضي، السفير السابق ومدير المخابرات في الجيش اللبناني سابقاً جوني عبدو من باريس عبر شاشة "الإم تي في" في برنامج بموضعية ليقرأ لنا الحدَث والحدْس في ظل التيارات التي تعصف في المنطقة.

فرأى السفير جوني عبدو أن هناك تسرّع في اعتبار العمليتين ضد الجيش اللبناني انتحاريتين، فالسياسة في لبنان أجبرت الجيش على أن يكون مكشوفاً، ولا يستطيع أن يكون مستقلّاً عن حزب الله، لأن إميل لحود أحكم سيطرة حزب الله على الجيش اللبناني ولبنان بأكمله خلال سنوات ولايته.

وأشار عبدو إلى أن القاعدة تجوهر وجود جزب الله الذي يبحث عن مبرّرات لوجوده تماماً كاسرائيل، فاسرائيل تشكّل المثل الأعلى لحزب الله. ورأى بأن الأوضاع في طرابلس لن تهدأ لأن منطقة "جبل محسن" التي يعترف أهلها بأنهم جنود عند بشار الأسد، تأتيهم الأوامر من سوريا وبمساعدة حزب الله لإشعال الوضع في طرابلس.

هذا ولفت عبدو إلى أن الرئيس ميشال سليمان تجاوز مرحلة الضبابية بمواقفه وهو اليوم يتصرف كرئيس سيادي من الرؤساء الأقوياء، مشيراً إلى أن سليمان لا يريد التمديد وحريص على إجراء انتخابات رئاسية أكثر من غيره بكثير.والفراغ في المؤسسات هو خيار جدّي عند حزب الله، ولكن ليس عند باقي الافرقاء ومنهم العماد ميشال عون، مستبعداً ان تتدخل بكركي في تسمية رئيس جديد.وجنبلاط فشل بالوسطية ويتصرف كما تريد 8 آذار.

وأكّد من ناحيةٍ أخرى أن التحضيرات للدفاع في المحكمة الدولية كبيرة وحزب الله ليس خارجها، والمجرمون سيأتون إلى القضاء جلباً. ورأى بأنه ما كان لحزب الله أن يسيطر على لبنان بهذا الشكل بوجود الشهيد الحريري. وأشار عبدو بطريقة غير مباشرة إلى أن غازي العريضي كان عميلاً للنظام السوري، وكان يحرّض على قتل الحريري، قائلاً: "يوماً ما قلت للشهيد رفيق الحريري عندما صدر القرار1559 وتبلّغتَ أنت بالقرار وكنتَ في مكتبك انت ومروان حمادة أشرت يومها بيدك بحركة ما، فتعجّبَ من معرفتي بذلك وسألني عن الموضوع، وأجبته يومها بأنني عرفت ذلك من غازي كنعان، وحذّرته من الشخص الثالث الذي كان معه ومع مروان حمادة في المكتب وهو اليوم يستقيل من الحكومة".

وعن الأزمة السورية توقّع جوني عبدو أن تطول لسنوات، فجنيف-2 قد يحصل ولكن بالنتائج سيكون فاشلاً، وسيكون هناك جينيف-3 وجينيف-4 و5...والأسد أخرج داعش والنصرة من سجونه كي تترحّم الناس عليه. ورأى في دخول إيران في منظومة دولية سينعكس خيراً على لبنان والمنطقة أقلّه تهدئة الأوضاع .