يؤسفني أن أبشّركم يا طلّاب المدارس الرسمية اللبنانية بأن محبوبكم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال "حسان دياب"، الذي شعر بالخوف على حياتكم جرّاء العاصفة التي ضربت لبنان "أليكسا"، لم يشعر بالذنب اتجاه ما اقترفته يداه من تقصير شبه متعمّد عن مدارسكم التي يفترض بأن تكون مجهزة بكافة وسائل الراحة لتكون بمثابة بيتكم الثاني، لعلّها مثاليات، لا يمكن أن تتحقق في ظلّ طبقة حاكمة تكرّس الفساد وتجعل منه مورداً مباشراً لمصالحها الخاصة، وطبقة عامة أصمّت آذانها عن فساد نهش ما تبقى من هيبة الدولة، فأصبح لكلّ وزارةٍ مغارة ولكلّ مغارةٍ علي بابا، وتتوالى الفضائح.

فشرع وزير التربية حسان دياب بتوثيق ولايته بكتابيْن أو بالأحرى مجلّدين، صدرا قبل أشهر بمئات النسخ. وكل مجلد بلغ حدَ ألف صفحة أي ما يوازي حجم موسوعة. بورق طباعة من النوع الفاخر، ذكر في الجزء الأول من كتابه الإنجازات العظيمة، من نصوص ومقابلات روتينية وأحاديث صحافية عادية. وبالتالي التوضيحات الصادرة عن مكتبه الإعلامي، إلى جانب كلمات ألقاها في عدة مناسبات. واللافت أنّ نصف الكتاب تقريباً مخصص للصور الملونة والمطبوعة بجودة عالية بما فيها صور التقطت في مناسبات اجتماعية كسهرات الأعراس، التي وجد فيها دياب والتكاليف سدّدتها وزارة التربية من المال العام، بحسب ما ذُكر قبل مقدمة الكتابيْن. 

وأفادت مصادر صحفية بأن تكلفة طبع الكتابيْن بلغت سبعين مليون ليرة لبنانية، تم تخفيضها كون الشركة المكلفة طبعت أيضاً الكتب المدرسية. ثم عاد وزير التربية وطلب إضافات فارتفعت الكلفة من جديد إلى سبعين مليون أو أكثر.

نعم، يحقّ لكلّ وزير أن يوثّق إنجازاته، ولكن مع احترام معنى كلمة إنجاز، فهل تواجده في المناسبات الخاصّة يعدّ إنجازاً مثلاً...؟؟ أو كان بإمكان الوزير الشاب أن يروّج لشخصه بماله الخاص وليس بالمال العام. وكان أحرى به أن يقدّم هذا المبلغ للمساهمة في ترميم المدارس الرسميّة الغير صالحة للتدريس..لعلّها فضيحةٌ في تاريخ وزارة التربية ووزيرها حسان دياب الذي أرّخ لنفسه فضيحةً موصوفة على حساب تلامذته.