مع إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان موعد انطلاق جلساتها في 16 كانون الثاني لبدء محاكمة المتهمين باغتيال الحريري، عادت حملات التشكيك بالمحكمة في إطار تعليب الرأي العام وتسييره قبل التاريخ الموعود.

فنشرت قناة الجديد تحقيقاً تلفزيونياً تضمن اعترافات لعضو المجلس الأعلى للشرطة السويدية وضابط التحقيق الميداني الدولي في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان "بو اوستروم"، الذي رأى بأنّ فرضية البراءة لحزب الله ما زالت قائمة وما زال المتهمون كثر، ولفت إلى أن اسرائيل رفضت تقديم الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية في موقع الانفجار، وكذلك رئيس فرع المعلومات العقيد الشهيد وسام الحسن الذي كان مسؤولاً على أمن رفيق الحريري. وأوضح أوستروم بأن كاميرات عدة موجودة في مكان الجريمة، لم يستخدم في التحقيق سوى واحدة منها، وأشار إلى أنه التقى وسام الحسن وحقق معه سيما وأنه كان من المفترض أن يكون في موكب رفيق الحريري، فعمد إلى تعيين شخص آخر مكانه وطلب منه سلك طريق مينا الحصن. لافتاً الى أنه لم يتمكن من اثبات أن وسام الحسن كان في الجامعة كما أن تلفونه لم يكن مقفلاً كما ادعى بل أجرى مكالمات هاتفية عدة في 14 شباط. وأبدى اوستروم قناعته بأن وسام الحسن كان يخفي الكثير من المعلومات في اغتيال الحريري وقد نقل هذا الأمر وهذه الشكوك الى المحقق ديتليف ميليس فكان جواب الأخير: "لا تعقّد الأمور".

وصدر عن الرئيس سعد الحريري بياناً ردّ فيه على اتهام الشهيد الحسن قال فيه: "من المستغرب، لا بل من المقزز للنفس أن يصل الهذيان الإعلامي والسياسي إلى محاولة اتهام شهيد بالضلوع في اغتيال شهيد. إن الاتهامات التي سيقت أمس، سبق وأن حققت فيها لجنة التحقيق الدولية مرة ثانية بمناسبة برنامج تلفزيوني مماثل واعتمد المصادر نفسها، بثته قبل حوالي ثلاث سنوات قناة "سي بي سي" الكندية. وقد حسمت لجنة التحقيق الدولية في حينه، وللمرة الثانية أن اللواء الشهيد وسام الحسن لم يكن في عداد موكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لدى استهدافه لأسباب واضحة وشفافة وثابتة، والهدف من تكرار الترّهات نفسها، هو زرع الشك في نفوس اللبنانيين، ومن بينهم عائلة الرئيس الشهيد. وإنها مناسبة لنؤكد مجدداً أننا نعتبر اللواء الحسن واحداً من عائلتنا وهو شهيدنا بقدر ما هو الرئيس الشهيد رفيق الحريري شهيدنا. ونقول إلى من يقف وراء بث المقابلة إن القطار قد غادر المحطة ورمي القمامة على سكته لن ينفع في وقفه، فإلى اللقاء على رصيف المحطة المقبلة في 16 كانون الثاني 2014".