لم يظهرا من بعد العاشر من محرّم، يوم نعى السيّد حسن نصر الله الحكومة وقام الرئيس سعد الحريري بدفنها تعقيباً على كلامه، إلا ليوم أمس، ليقوما بنعي الوضع اللبناني عامةً إلى مثواه الأخير في اتهاماتٍ وردودٍ لا تبشّر بالخير أبداً..فما بين فعلٍ وردّ فعل ضاع لبنان.

اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه «لو أن علاقة قوى 14 آذار بالسعودية كما علاقتنا بايران لما كان هناك مشكلة في لبنان». وأكد ان عشرات اللبنانيين قُتلوا مع المسلحين في سوريا، داعياً إلى «اجراء مقارنة بين عدد هؤلاء وبين عدد شهدائنا».

أكد الأمين العام لحزب الله "السيد حسن نصر اله" على أن السعودية وراء تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وذلك
في مقابلة مع قناة «او تي في» مساء أمس. ورأى أن الاتفاق الإيراني الأميريكي دفع خيار الحرب على ايران الى مدى بعيد، مستبعداً اقدام اسرائيل على قصف المنشآت النووية في ايران من دون ضوء اخضر اميركي.

واعتبر انه «لو أن علاقة قوى 14 آذار بالسعودية كما علاقتنا بايران لما كانت هناك مشكلة بلبنان.
وشدد على انه لو لم يتدخل حزب الله في سوريا  لاجتاحت الجماعات المسلحة كل القرى في القصير ووصلت الى الحدود اللبنانية. وسيأتي يوم نُشكر فيه على تدخلنا بسوريا.».
مؤكدا «عدم وجود اي اسير لحزب الله في سوريا ولكنْ هناك اجساد شهداء تم اسرها ونحن لا نتركها»، ولفت إلى أن هناك «هجمات ودفعاً انتحارياً في الغوطة الشرقية بتخطيط سعودي. وهناك غرفة عمليات مشتركة في الاردن بادارة سعودية. وأكد ان الاستخبارات السعودية تقف وراء العديد من التفجيرات في العراق.
وعن الوضع اللبناني، أبدى «عدم اعتقاده بأن ما يجري في لبنان بسبب تدخل حزب الله في سوريا بل بسبب مشروع كبير في المنطقة.
 واتهم المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بدفع الاموال للمجموعات المسلحة ونقل ذخائر لها في سيارات قوى الامن الداخلي.

وعلق رئيس الوزراء اللبنانى السابق، سعد الحراري ردّاً على خطاب السيد حسن نصرالله.

قائلاً: "من تبرير الجرائم التي يشارك فيها في سوريا، إلى تبرير الدفاع عن المتهمين بارتكاب جريمة تفجير المسجدين في طرابلس، إلى تبرير كل أشكال التعمية على وظيفة السلاح في تدمير الحياة السياسية، خطا السيد حسن نصرالله مرة أخرى خطوات متقدمة على طريق تحريف الحقائق وذر الرماد في عيون اللبنانيين، الذين استمعوا إليه مساء أمس في واحدة من أعلى تجليات الاستقواء وأوهام الانتصار المزيف."

وأشار الحريرى عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن نصرالله تسلق الاتفاق الإيراني الأميركي ليطلق حملة غير مسبوقة تجاه كل من يخالفه الرأي في لبنان والمنطقة، ويعترض على سياسة زج لبنان في الصراع السوري وضمه إلى محاور الممانعة، مشيرا إلى أن نصر الله استطاع أن يخرج من صدره كل عوامل الكراهية التي يكنها إلى السعودية وقيادتها، وأن يسقط في وحول لغة لا أفق لها سوى تخريب علاقات لبنان العربية وصولا إلى اتهام السعودية بخوض وتنظيم كل الحروب الإقليمية والعربية من الباكستان إلى العراق وسوريا والبحرين ولبنان، وانتهاء باتهامها بتفجير السفارة الإيرانية.

وتابع: "والسيّد حسن أكبر متهم ويوزّع الاتهامات، وكأنه قد نسي أن حزب الله هو المتهم الرئيسي بأخطر تفجير شهده لبنان، وذهب ضحيته الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونسي أن حزبه هو المسؤول عن تفجير الحياة المشتركة بين اللبنانيين، عموما وبين السنة والشيعة خصوصا، ونسي أيضا أنه هو من أرسل جماعات إرهابية إلى الخبر في السعودية والى الأرجنتين وبلغاريا ونيجيريا والبحرين واليمن ومصر، وتناسى إلى ذلك كله أن تاريخ السعودية مع لبنان هو تاريخ مشهود بالبناء والخير والسلام، خلافا لتاريخ حليفه النظام السوري الملطخ بدماء اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق".

وأضاف الحريرى أن هناك عناوين كثيرة في حديث السيد حسن ستكون محل تعليق الكثيرين في الأيام المقبلة، لكن الانطباع الأول الذي يتكون لكل عاقل مسؤول، هو أن السيد حسن يغرق في بحر متلاطم من الغرور، لن يؤدي لغير المزيد من الضياع والاحتقان وإضرام الفتنة في النفوس.