إنّه لمشهدٌ اعتدنا عليه بين الحين والآخر وعوّدنا آذاننا على سماع الإنفجارات والإغتيالات والإشتباكات، فحتى لو أغمضنا عيوننا عن مشاهد اللاإنسانية، فإن رائحة الدماء تغزو أنفنا وتعيد إلى ذاكرتنا ما لا نريد استذكاره. فإلى متى سيبقى لبنان مقيّدا بسلاسل الفتنة التي خاوت جسده النحيل ونالت من عيشه المشترك..

فتعقيباً على اغتيال القيادي في حزب الله الحاج حسان هولو اللقيس مساء أمس، وكما في كلّ حادثة تخرج مجموعة اتخذت لنفسها إسماً مذهبياً تتبنى العملية لإذكاء نار الفتنة، فتبنت جماعة تطلق على نفسها "لواء أحرار السُنة بعلبك" اغتيال القيادي حسان اللقيس، وذلك عبر سلسلة تغريدات عبر موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، وتلا التبنّي تحذيراً للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من وضع أهل الُسنة في بنك أهدافه الداعم للمشروع الصفوي الهادف إلى الهمينة على لبنان.

وتجدر الإشارة إلى ان الصفحة الخاصة "بلواء أحرار السنة في بعلبك" هي صفحة ناشطة بالتغريدات المذهبية والتعصبية الهادفة إلى الفتنة في لبنان، فقبيل ذكرى عاشوراء، حفلت الصفحة بتعليقات مذهبية متطرفة وتهديدات بالقتل وشماتة بالتفجير الذي استهدف السفارة الإيرانية ومديح بالانتحاريين اللذين نفذاه، كما تحدثت عن "تطهير سوريا" من مقاتلي "حزب الله"، في إشارة إلى أن "معركة التطهير الكبرى بدأت من سوريا إلى لبنان"".
ونشأت هذه الصفحة على "تويتر" في 28 أيلول. وكانت تغريدتها الأولى عن توتر أمني في سوق بعلبك سببه رفض شخص التوقف عند حاجز لـ"حزب الله". وفي اليوم عينه كتبت عن تلقين الحزب درساً "لن ينسوه أبداً"، وتحدثت عن تدمير آلية عسكرية له. وفي الأيام التالية تحدثت عن إصابة أكثر من "مسؤول عسكري كبير" في "حزب الله" في اشتباكات، زاعمة أنهم في حال حرجة والحزب يخفي الأمر..
ودأبت هذه الصفحة على مناشدة "أهل السنة الغيارى" وقف ما سمته عمليات "قتل" في بعلبك و"تهجير" للسُنة والتعرض لمتاجرهم في المدينة لتحويلها "ضاحية ثانية" في إطار "المشروع الإيراني الصفوي". وهي صفحة معادية للجيش، وتصفه بـ"اللا لبناني"
وانقطعت التغريدات بين 30 أيلول و12 تشرين الثاني، وقال مسؤول الصفحة أنه خُطف وعُذب حتى يبوح بأماكن وجود "اللواء" في بعلبك.