منذ الأمس والعالم يعيش على وقع التصريحات العربية والدولية  المنددة منها والمرحبة بالإتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى وإيران في جنيف بشأن برنامج إيران النووي.

وتسعى الولايات المتحدة إلى طمأنة إسرائيل بعد الاتفاق الذي أثار استياء تل أبيب ووصفته بـ"الخطأ التاريخي". وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد وأكد له "أن الولايات المتحدة ستبقى على التزامها" بالدفاع على مصالح إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق النووي مع إيران سيجعل اسرائيل أكثر أمناً على مدى الأشهر الستة المقبلة.

بيما دول الخليج التي تشعر بخذلان واشنطن، تخشى من تعاظم دور إيران في المنطقة، فعبّر رئيس مجلس الشورى السعودي، عبدالله العسكر، عن قلقه الكبير إزاء هذا الاتفاق قائلاً: "النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي الذي أبرم بين القوى العالمية وإيران، وأخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء في برنامجها النووي لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية".

أما المعارضة السورية فضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات المعارضين السوريين المعبّرة عن تخوّفهم ممّا أسموه "بشهر العسل الإيراني الأميركي" وانعكاسه على الدور الأميركي في الأزمة السورية. مؤكدين على عدم القبول بأيّ مساومات على حساب الشعب السوري.

فما الذي تغيّر حتى قبلت إيران بهذا الاتفاق الذي يؤكد بعض الباحثين بأنه كان معروضاً عليها منذ عشر سنوات ورفضته رغم ما كلّفها من أثمان باهظة. وما هو المقابل الأكثر إغراءاً من ملفها النووي. وكيف سينعكس "جنيف الايراني" على "جنيف السوري" الذي أعلنت الأمم المتحدة بعد يوم واحد من إبرام الاتفاق الأمريكي الإيراني عن تاريخ عقده في الثاني والعشرين من كانون الثاني في مطلع العام المقبل، وما مصير الشعب السوري الذي كان وقوداً للطبخة الأمريكية الإيرانية التي أشرفت على الإنتهاء..؟؟ كلّها تساؤلات تفرض نفسها، والأيام القادمة وحدها الكفيلة بالإجابة عنها..ولا شكّ أن ما حصل الأمس مؤشّر واضح على عهد دولي وإقليمي جديد الملامح في مستويات أعلى من اللعبة السياسية، التي تتطلّب اللّعب بأعلى قدرٍ من اللاإنسانية بحق شعوب المنطقة..