وماذا بعد .. ماذا بعد تأكيد المؤكد .. وتحقق وصول نيران الصراع السوري الى قلب لبنان ، وبلوغه هذا المستوى من الخطورة .. ها هو حزب الله يعلن وبالفم الملآن عن دخوله مرحلة جديدة يعتبرها الأخطر ، هي مرحلة الانتحاريين التي لا ينفع معها اي اجراء ، والتي تتطلب معادلات جديدة .. كيف سترد ايران ، ومتى وأين ، ومعها حزب الله ، حيال عمليات استنساخ وإسقاط الواقع العراقي على لبنان ، فهدير طبول المعارك التي بدأها النظام السوري في مناطق القلمون ، وصل صداها الى بيروت ، ليضرب هذه المرة الرأس وليس الأطراف كما في المرات السابقة .  
وما يبعث على الخوف وربما الهلع الاكثر ما تجمع عله العديد من المصادر السياسية من ان التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا محيط السفارة الإيرانية في بئر حسن امس الاول ، سوف لن يكونا الا اول غيث ما هو آت على البلاد ، فهذا زمن انكشاف الصراع الى اقصى حدوده بين داعمي النظام السوري والمجموعات المسماة تكفيرية او إرهابية والتي دست بكل تخطيط وتنظيم ، في رحم الثورة السورية ، بهدف إجهاض تطلعاتها ، وحرفها عن مسارها الحقيقي فيما تصبو اليه  من حرية وكرامة .. 
ومما لا شك فه ان استخدام أجساد الانتحاريين لتمرير الرسائل بين أقطاب الصراع السوري ، يؤشر الى مدى الذروة التي وصل اليها هذا الصراع ، بالتلازم مع الإصرار على نقل وقائعه الى الساحة اللبنانية ، وهي الساحة التي لطالما اعتبرت بانها الخاصرة الرخوة في جنبات هذا الصراع .. فالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، ما عادت تشفي الغليل ، ومقولة تلازم المسارين  اللبناني والسوري التي كانت تجترها الأدبيات السياسية في زمن التفاوض مع الاسرائيلي ، خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات ، لا بد ان تنسحب على سني الحرب ، وبالتالي فان لبنان لن يكون بمنأى ، مهما كرر كبار مسؤوليه رفع شعار النأي بالنفس عن تلك الحرب ، فهو شاء ام أبى ، ممر إجباري ، وكل الرسائل الدموية التي ليس ثمة قدرة على إرسالها من سوريا ، سترسل حتما من داخله .. 
أعاننا الله نحن اللبنانيون على أيام قادمة ، ستكون على الأرجح متشحة بالسواد .. وخصوصا عندما نسمع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان يزفها لنا .. "ان أمن لبنان من أمن ايران " .