"لبنان هو كل شيء بالنسبة لي وسأبقى على تنسيق مع الأجهزة الأمنية في لبنان وهنا في ليون، وسنرفع اسم البلد في العالم".

هكذا عبّر رئيس مؤسسة الانتربول الوزير السابق إلياس المرّ عن انتمائه وفخره ببلده لبنان، الذي سيعمل جاهداً لرفع اسمه عالمياً كما رفعه محلياً على مدى 12 عاماً من الخدمة، التي دفع ثمنها دماً ووجعاً.

أيّ تحديات تنتظره وهو الذي انتُخب بإجماع 190 دولة في العالم، تضم 7 مليارات نسمة، وهو الذي رشحه نجاحه ليعتلي رئاسة أعلى منبرأمني في العالم، وهو الآتي من دولة مشتتة إلى دويلات أعيتها سنين الصراع العقيم.

اللبناني العربي الياس المرّ أول رئيس لمؤسسة الإنتربول الدولية، حلّ ضيفاً على برنامج كلام الناس مع الإعلامي مرسال غانم في مقرّ الانتربول الدولي في ليون ، فرنسا، ليرسم لنا الخطوط العريضة لهذه النقلة النوعية من أمن لبنان للأمن الدولي، وليعطي صورة مشرقة تطلّ على العالم لتغزو صورة الموت اليومي في بلادنا.

 أعرب المرّ بدايةً عن شعوره بفخر وباعتزاز كبير للبنان لا سيّما الشعور بقدر كبير من المسؤولية المترتبة عليه في هذا المنصب. وأعلن المرّ عن أول مشروع له في المؤسسة وهو  : I check it"  " وشرح هذا المشروع الذي هو كناية عن آلية محددة للتأكد من صحّة المنتجات والخدمات والأموال وغيرها في كل القطاعات، أما المرحلة الثانية من المشروع فهي إطلاق تطبيق على الهواتف الذكية خاص بالمؤسسة وهو بمتناول الجميع، سيتمكن أي مواطن في العالم من تتبّع المنتج الذي يشتريه في أي قطاع من القطاعات ليزوّده بالمعلومات عن الأغراض والسلع التي يشتريها ويمكنه تتبّعها.

المرّ تحدث عن الإنجاز الكبير الذي جعل لبنان البلد الأكثر أماناً في العالم عام 2003 بحسب تصنيف الانتربول بعد أن كان في المرتبة الـ 140 ولهذا منحه رونالد نوبل وسام الانتربول الذي يعطى للبنان.

هذا وأعلن المرّ عن سلسلة مشاريع متعلقة بلبنان ومنها : تجهيز الأمن العام بكامل التقنيات والتجهيزات لضبط الحدود، ودعم قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش التي هي جزء لا يتجزأ من مكافحة الارهاب، وتجهيزها بأفضل التجهيزات العالمية.بالإضافة إلى تجهيز الجمارك بأفضل وأحدث التجهيزات لمنع التهريب و تحسين القضاء والنيابات العامة التي يجب أن تحظى بالتجهيزات الموجودة في الدول العربية ودول العالم. إضافة لتدريب القضاة على هذه التقنيات الجديدة.

 المرّ أشار إلى أن مجلس إدارة مؤسسة الانتربول سيقوم بالتنسيق والتخطيط اليومي مع مؤسسة الانتربول والأعضاء وسيكون قراراهم استراتيجي لتحقيق الأمن نحو عالم افضل. مؤكداَ أن مجلس إدارة مؤسسة الانتربول سيكون دوره إدارة الإستراتيجية الأمنية في العالم بالتنسيق والتخطيط اليومي مع منظمة الانتربول ولهذا السبب سيكون قرار الأعضاء قراراً استراتيجياً لأمن العالم الأفضل.

وتمنى رئيس منظمة الانتربول الوزير السابق الياس المر الخروج من لعبة المحاور ومن 8و14 آذار، وشدد على أنه ضد تدخل أي طرف في القتال بسوريا، خصوصاً حزب الله واعتقد أن من يدير اللعبة في سوريا روسيا والولايات المتحدة كلاعبين كبيرين.

وأشار المر إلى أن وجود أي شخص يشّرف منصب رئاسة الجمهورية كائناً من كان، لافتاً إلى أن من مواصفات الرئيس أن يرفع من شأن لبنان وأن يخرج اللبنانيين من الزواريب ويجب أن يكون رئيس توافقي وليس رئيس تحدي.
وعن تشكيل الحكومة، قال المرّ: "لا يمكن عدم مشاركة حزب الله فيها، وأنا مع حكومة تستطيع العمل وتأمين أمن اللبنانيين وأكلهم وشربهم ومعيشتهم اليومية ولا أرى أن الحكومة ستتشكل اليوم وغداً أو بعده إن لم نتفق على رؤية واحدة".

ونفى المر وجود تناقض بين المحكمة الدولية ودوره الجديد على رأس مؤسسة الانتربول، فكلّ مؤسّسة تعمل باستقلالية عن الأخرى، ولا تناقض أو تعارض بين موقعه وملفّه في المحكمة الدولية.
وعن دوره في السياسة المحلية، أوضح أن لا شيء في النظام الداخلي للانتربول يمنعه من أن يتولّى منصباً وزارياً أو نيابياً في لبنان، مشيراً إلى أنّ الرئيس ميشال المر موجود في المجلس النيابي ويقوم بدوره على أكمل وجه، والمجلس النيابي اللبناني قد لا يكون في حاجة إلى الياس المرّ اليوم، بقدر ما يحتاجه لبنان في موقعه الجديد في مؤسسة الانتربول.

 

فأيّ مستقبل ينتظر لبنان في ظل هذا الشرف الذي حققه المرّ، وأيّ جرعة أمانٍ سيتجرعها العالم العربي بعد جرعات السم المتعاقبة التي فتكت بجسده الممزّق. مباركٌ للبنان تولّي ابنها الشريف لرئاسة أعلى مؤسسة أمنية في العالم، ومبارك للإنتربول الدولي احتضانه لرمز من رموز الأمن اللبناني "الياس المرّ".