مازال المبعوث الأممي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي يواصل مباحثاته حول تحضيرات عقد المؤتمر الدولي الخاص بالأزمة السورية "جينيف-2".

والتقى الإبراهيمي يوم أمس الاثنين بفيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، ولم يلتقِ بعد بالرئيس السوري بشار الأسد.  وأعلن الإبراهيمي في زيارته الحالية لدمشق، وهي الأولى منذ ما يقارب العام، بأنّ بوسع الأسد لعب دور في أي مرحلة انتقالية مقبلة في سوريا، دون أن يقودها بنفسه.

واعتبر الإبراهيمي أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يساهم في بناء جمهورية جديدة في سورية، وقال إن الحديث يتمحور عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الأسد في الانتقال من النظام الذي تركه والده حافظ الأسد إلى جمهورية جديدة. واعتبر المبعوث الأممي أن الاتفاقيات الروسية- الأمريكية بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية السورية حولت الأسد من "مهمش" إلى "شريك" وأدّت إلى تعزيز مواقف المؤيدين له. وأضاف أن الكثير من المحيطين بالأسد "يرون في ترشحه (لولاية جديدة عام 2014) أمراً محتماً، هو يرى الأمر حقاً مكتسباً". وأضاف أن الأسد لا يشكك في أنه على حق ومازال قادراً على تجاوز الأزمة. وشدد الإبراهيمي على أنه لا يمكن العودة إلى الوراء بعد مثل هذه الأزمات التي تشهدها سورية. هذا وأكدت الأمم المتحدة ليلة الثلاثاء، أن الإبراهيمي سيلتقي خلال زيارته الحالية إلى دمشق الرئيس السوري بالإضافة الى كبار المسؤولين الآخرين وممثلي المعارضة الداخلية.

بينما أكّد لؤي المقداد المتحدث باسم الجيش السوري الحرعلى تمسّك المعارضة المسلحة برفضها لبقاء الأسد في السلطة.وجاء في بيان صادر عن 19 تنظيم إسلامي سوري معارض يوم الأحد الماضي "أن كل معارض يحضر مؤتمر جنيف-2 يرتكب خيانة سيحاسب عليها بالإعدام".

واستنكرت روسيا هذه التهديدات قائلة: "من الشائن أن تشرع بعض من هذه التنظيمات المتطرفة والإرهابية في سوريا في إصدار التهديدات".

هذا وحذر الإبراهيمي في تصريحات أدلى بها اليوم من "صوْملة" سوريا.حيث أشار في مقابلة أجرتها معه صحيفة فرنسية إلى أن الخطر الحقيقي هو تدهور الوضع في سوريا إلى شكل من أشكال الصوملة، ولكن بصيغة أعمق وأطول أمداً مما شهدناه في الصومال.

بين صوملة وعرقنة هناك أرض تُدمرّ وشعبٌ يموت، وتاريخ يُسطّر بالدماء، ودولٌ مشعوذة توقد النار وتدّعي إطفاءها. ولعلّه سؤالٌ يطرح نفسه، ألا وهو: من أين أتى الإبراهيمي بالحق المكتسب للأسد في معاودة الترشح لانتخابات 2014، وأيّ جمهوريةٍ جديدة يتكلّم عنها، لعلّها جمهورية الدم والنار التي بُنيت على جثث الأطفال والنساء..؟؟!!