يطلق المسيحيون صرخات الاستغاثة إلى العالم لنجدة كنائسهم من التدمير والسرقة ومن انتهاك حرمتها بكل الوسائل البدائية والهمجية وكذلك، يطلق المسلمون صيحات النجدة الى العالم كي تُردّ يد الغدر عن الجوامع والمآذن، مسيحون يذبحون ويقطّعون في إبادة جماعية ومسلمون يجمعون أشلائهم في مقابر جماعية.
يا الله.
إنها المرة الأولى التي يقطر حبري باسم الطوائف وليس باسم الإنسان، فالواقع يفرض نفسه ولكنني سأنتقم من هذا الواقع برد المدية الى صدره، فيا أيها المسيحيون في العالم، وأنتم أيها المسلمون في العالم، من قال لكم أن بيوت الله هي من حجر؟ من أخبركم أن الله سبحانه وتعالى يسجن في كنيسة أو في مسجد؟ لا بد من محاسبة الذات قبل توجيه الاتهام نحو الآخر.
ليس من قضية دينية على هذا الكوكب إلا اسرائيل، وكلنا نعرف طموحها باسترداد أرض الميعاد المزعومة، وهي كالأفعى عرفت كيف توقع الجميع في غياهب الدين والدفاع عنه، والأكثر نجحت في هدر المال على كهنة وشيوخ من أجل سيادتهم والمناصب. 
أيها العالم الإسلامي والمسيحي، لنتأمل معا في الآتي:
هل يدخل السارق إذا كان رب البيت سهراناً؟ 
وهل يطال الذئب رقاب النّعاج لو كان الراعي واعياً؟ 
كم من رجل دين حمل السلاح؟
وكم من رجل دين دخل البيوت حملا وديعا ليخرج ذئبا مع الطريدة؟
كم من رجل دين سكت عن الحق، وعن الإثم، حفاظا على كرسيه؟
انا لست أشمل الجميع.
للأسف من باعنا للغدر هم كثر، فلم يراجعوا ضميرهم ولم يتحدوا بالله كما وعدوا، فكانوا تجارا بالدين وبالإنسان.
وهم من كل الطوائف فلا تذهب أصابعكم إلى أحد دون سواه فكثر استعملوا بحنكة سلاح الكلمة أيضا.لا رعاة يحافظون على الإرث الثّمين.
عودة إلى الذّات بعد التأمل، 
كيف الخلاص؟ 
وكيف النجاة بالإنسان والخروج من برك الدّماء تلك؟ 
كيف نوقف الجحافل الهائجة تلك التي تطيح يميناً ويسارا بكل ما أوتيت من همجية وإرهاب؟ 
رجاء خاص لكل رجال الدين والرعاة الصالحين،
لا تبالوا بما يجري من خراب في بيوت الحجر، بل أدعوا القطيع المؤمن إلى الصلاة في ظل السماء وعلى تراب الأرض، 
ولا تدعموا حملة الدفاع عن الحجر فهذا يزيد من حقن الثورات ويطيح بالأبرياء، اجمعوا القطيع إلى بعضه، مسلم ومسيحي، 
اجمعوا الإنسان في ابتهالات الله وليكّبر من يشاء، وليرنم من يشاء.
يقال:
(وداوني بالتي كانت هي الداء) 
وليس لنا الان إلا اتحاد رجال الدين من أجل مجد الله وخلاص الإنسان.