لا شماتة بالموت، ولكن لم يُخفِ معظم اللبنانيين فرحتهم بمقتل اللواء السوري جامع جامع، ولم يغسل الموت الحقد الذي ولّده في قلوب اللبنانيين يوم كان مدير فرع الأمن والإستطلاع في بيروت، وعرف بدوره الأمني ذائع الصيت في مركز "بوريفاج" للمخابرات السورية على مدى سنوات في عهد الاحتلال السوري للبنان. وكان جامع قد اتّهم بالمشاركة في التخطيط لاغتيال الرئيس رينه معوّض والرئيس رفيق الحريري، وهو أحد الضباط السوريين الذين حققت معهم لجنة التحقيق الدولية في فيينا في عهد رئيسها ديتليف مليس. كما أدرج اسمه على اللائحة الأميركية السوداء للاشتباه بدعمه الإرهاب وسعيه لزعزعة استقرار لبنان.

أعلن التلفزيون السوري مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية في دير الزور اللواء الركن جامع جامع اثناء تأديته لمهامه في دير الزور، وذلك بعد ساعات من انتشار معلومات صحافية عن مقتله.

وقيل بأنه تم نقل جثمان اللواء إلى أحد المشافي العسكرية في دمشق، في حين لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من قبل الجيش السوري أو السلطات. 

ونقل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مصادر سورية إن جامع قتل باطلاق الرصاص خلال خروجه مع مجموعة دعم لقوات سورية كانت تشتبك مع مجموعة معارضة مسلحة.

وأفادت قناة "الميادين" أن جامع قتل برصاصة في الرأس، فيما جاء في مواقع اخبارية أخرى أن عبوة ناسفة استهدفت موكبه. وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن اللواء جامع قتل إثر إصابته بإطلاق رصاص من قبل قناص بحي الرشدية خلال اشتباكات دارت في الحي بين مقاتلي جبهة النصرة ولواء الفاتحون من أرض الشام من طرف، والقوات النظامية من طرف آخر.

بينما أشارت مصادر أخرى أنه تمت تصفيته برصاصة في مؤخرة رأسه من قبل مخابرات النظام رغبةً بتغييب ملفات أمنية معه.و قاتل جامع جامع هو عنصر أمن علوي متطوع  من حمص  نقل إلى دير الزور من درعا قبل فترة قصيرة، وقد أطلق عليه النار في مكتبه.

هذا وقد نُشر على مواقع التواصل الإجتماعي أكثر من تبنٍ لعملية الاغتيال، بينها "كتائب البراء" و"كتيبة أنصار الصحابة". وتقول المعارضة أن جامع هو أحد المشاركين بقمع التظاهرات والحراك السلمي في دير الزور والمنطقة الشرقية.

وقالت مواقع سورية إن جامع ابن قرية "زاما" إحدى القرى التابعة لمدينة جبلة الساحلية، كان رئيسًا لفرع الأمن  الجوي في حلب،  ثم تسلم منصب رئيس الفرع العسكري في مدينة دير الزور ويتهمه ناشطون بارتكاب جرائم حرب بحق أهل المدينة بعد تسطير ملف دموي في لبنان. كما أشيع منذ فترة قريبة نبأ مقتل ابنه، وهو ضابط برتبة ملازم أول، على إحدى الجبهات في الشمال السوري، بحسب مواقع إلكترونية سورية.