ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف التابعة لجبهة الممانعة التي يقودها حزب الله، وغيرها المخالف للحزب في خياراته في سوريا، بالتعليقات والمقالات المخالفة والمناصرة للفيديو المسرّب من عناصر حزب الله الذي أظهر تعاملاً بشعاً، لا يليق بالمقاومة، من قبل عناصر حزب الله مع جرحى سوريين في سوريا، فكان لهذا الشريط الوقع البليغ في نفسية المحازبين والتابعين للحزب فضلاً عن الخصوم.

ورأينا انهماك بعض المواقع التي حاولت جاهدةً التشكيك بصدقية الشريط، لاجئين إلى صوت اللاسلكي الذي يخترق الفيديو بين الحين والآخر. فإن كان الصوت مفبرك فماذا عن الصورة التي تنطق بواقعٍ صريح لتصرفات عناصر من حزب الله في سوريا. ولكن بالفطرة غالباً ما يلجأ المذنب للإنكار كوسيلة نفسية للدفاع عن الذات.

وربّما كان المخرَج الأفضل لحزب الله بأن يعترف بأن شبابه ليسوا معصومين، ويمكن القول أن العناصر الذين اقدموا على هذا العمل البشع، البعيد عن قيم حزب الله الجهادية، قد أصيبوا بأعزّاء لهم، أو أصابتهم العدوى بسبب الجوّ الدموي الذي يعيشونه على أرض المعركة.

ويمكن لقيادة حزب الله أن تجري تحقيقاً بذلك، وإنزال العقوبة بحق من قام بهذا العمل البعيد عن الانسانية، وبذلك تكون قد تبرّأت من المنكر الذي لحق بها وأكدت تمسكها بالقيم الانسانية والاسلامية كما عهدناها مقاومةً لا تضيع عندها الشيم والقيم والأخلاق..