ماذا يمكن ان يقدم او يؤخر قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باتهام حسن حبيب مرعي بالتورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ؟؟ وكيف يصرف هذا القرار على ارض الواقع طالما ان القرار السابق للمحكمة والذي وجه الاتهام الى اربعة قياديين في حزب الله هم سليم جميل عياش ومصطفى بدر الدين وحسين حسن عنيسي واسد حسن صبرا في الجريمة عينها، بقي حبرا على ورق ، ولم يتخط التوصيف الشهير للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله  ًبلله وشربو ميتو ً . 
وكيف يمكن للسلطات اللبنانية كما دعاها رئيس المحكمة القاضي ديفيد باراغوانث ان تتخذ التدابير الإضافية وان تعزز جهودها في البحث عن هؤلاء المتهمين ، طالما هي لم تستطع او حتى لم تتجرأ على البحث او التحري عن أدنى سارق او مهرب او مطلق نار او مفتعل مشكل ينتمي الى الحزب المذكور في الضاحية الجنوبية او غيرها من المناطق الخاضعة لنفوذ الحزب ..
واذا عدنا الى شهر ايار الفائت ، واستعدنا ما نشرته مجلة ًنيويوركر ً الاميركية من معلومات موثقة نقلتها عن مصدر في المحكمة الدولية تثبت تورط ايران والنظام السوري وحزب الله في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ، يتضح المدى والنهاية القاتمة التي ستؤول اليها إجراءات وقرارات هذه المحكمة ، وهي باختصار ً القدرة على اللا شيء ً . 
ففي زمن الحرب السورية التي قضى فيها اكثر من مئة الف بشري ، وفي زمن ضربة الكيماوي التي ذهب ضحيتها اكثر من الف ومئتي شخص في غوطتي ريف دمشق ، وبقي العالم باسره 
كبارا وصغارا يقف موقف المتفرج ، فيما لم يستطع راس هذا العالم  - الذي يدعي ويزعم انه  المدافع الاول عن الانسان وحقه في الحياة والأمن - انتزاع قرار في مجلس  ًمسمى ً بمجلس ًامن ً  ًودولي ً ، يدين الجاني والقاتل او حتى يتجرأ على الاشارة اليه بإصبعه !!! هل يمكن لعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ان تسلك طريقها الطبيعي .. الى الحقيقة والعدالة الدولية ؟؟ 
من الوهم الاعتقاد ان تكون هذه العدالة ،  بمنأى عن ميزان القوى الدولي ، وان تغرد الحقيقة مهما كانت ناصعة في الفضاء المجرد ، هي بالتأكيد رهينة سياسات الدول ومصالحها ، ولعبة مطاطة تتمدد وتتقلص وفق نفوذ وتسلط هذا المحور او ذاك .. 
١٣ كانون الثاني من العام ٢٠١٤ هو الموعد الذي حدده قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية ، باعتباره اول ايام محاكمة المتهمين الاربعة ، مضافا اليهم المتهم الخامس اليوم ، على الأرجح سيمر هذا النهار مثله مثل اي يوم من ايام السنة .. 
رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، عله وكل الشهداء أمثاله ، يشهدون في عليائهم على سقوط العدالة ..  في هذا العصر !!