رواية البرنامج المزدحم للرئيس الإيراني حسن روحاني والذي منعه من تمضية عيد الأضحى في مكة المكرمة .. رواية لم يبلعها عقل احد ، فثمة من يقول ، إن الذي يطبخ على خط واشنطن -   طهران ، يبدو انه يستثني الرياض في هذه المرحلة ، ولهذا تذرع الرئيس الإيراني ببرنامجه المزدحم ، لإلغاء زيارته الى المملكة العربية السعودية ، والتي كانت آمال لا بأس بها معلقة عليها ، في امكانية حل عقد كثيرة على مستوى اكثر من ملف في المنطقة ، اقله في الموضوع السوري وإمتدادا .. الوضع اللبناني . وفضلا عن ذلك .. يبدو ان أزمة الموازنة بين الديمقراطيين والجمهوريين والتي تعصف بأجواء الولايات المتحدة حاليا .. قد تصرف الرئيس الاميركي باراك اوباما،  حتى عن متابعة ما بدأه مع الرئيس الإيراني فيما يتعلق بملف ايران النووي ، فمن جهة ، بنيامين نتنياهو الذي هرع الى البيت الابيض ليصب جام غضبه عليه  بسبب ما أبداه من طراوة وليونة مع طهران ، ومن جهة اخرى ، غلاة الجمهوريين في الكونغرس الذين يهددون باقحام اميركا في أزمة خانقة ، والرجل ً أعانه الله ً ، يكفيه ما فيه من تخبط وتردد ..   
وعليه وجد المسؤولون في المملكة ان ما من شيء جديد يمكن ان يقال للرئيس ميشال سليمان ، وطبيعي ان يجد الاماراتيون الامر نفسه بعد ثلاثة ايام ، وبالتالي أعاد رئيس الجمهورية ملفاته الى الأدراج ، بعد ان كان اكمل توضيبها استعدادا للسفر ..
 وهكذا ، سيبقى البيت اللبناني يستفيق كل يوم على المزيد من الجمود القاتل الذي يشل مؤسساته كافة ، بانتظار فرج من السماء تتوقعه بعض المصادر المطلعة مع بداية الربيع المقبل ، موعد استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية ، حيث يمكن بعدها ان تنطلق عجلة الدولة من جديد .. 
وبالتالي .. وبعدما دفن حزب الله صيغة ال ٨٨٨ تحت التراب ، وأتى النائب وليد جنبلاط أخيرا ليضع حجرا فوقها ، فان كل تلك الصيغ التي يتم تداولها في كواليس المجالس السياسية ، ان كانت  ٩+٩+٦ او ١١+١١+ ٨ لا تغدو اكثر من مجرد علك للهواء ، بانتظار الطبخة الإقليمية التي لم تنضج حتى الان .. 
والأجدر بمسؤولينا، والحال هذه ، الانصراف الى التفكير وإيجاد الحلول لمشكلة تدهم حياة اللبنانيين بشكل يومي الا وهي مشكلة النازحين السوريين ، والتي تهدد لبنان بانعكاسات كارثية ، لفت إليها رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم في محاضرة له في واشنطن مؤخراً ..