مع انتهاء شهر ايلول ، هل ينفذ اهالي منطقة الشحار الغربي والقرى المحيطة في قضاء عاليه ، تهديداتهم بتصعيد تحركهم وصولا الى إقفال مطمر الناعمة ؟؟ ومطمر الناعمة - عين درافيل هو قاسم مشترك لمعاناة واحدة تطال تلك القرى وتصيبها في الصميم ،  لا بل تهدد حياة أهاليها وأبناءهم بالمصير القاتم . 
عبيه ، بعورته ، كفرمتى ، عرمون ، دوحتا عرمون والحص ، الدامور والناعمة وعين درافيل التي هجر اهلها في العام ١٩٨٤ ، والآن يهجرون مرة ثانية ، بسبب الروائح الكريهة التي يبثها مطمر الناعمة في الأجواء ، بفعل أختزانه لملايين الأطنان من الغازات والمواد السامة الناتجة عن تخمير المواد العضوية وتحلل النفايات الصلبة ، وغيرها مما لا يعد ولا يحصى من الملوثات الآتية من مخلفات المستشفيات وعيادات طب الاسنان ، اضافة الى الزئبق ولمبات الفلوريسون والبطاريات ومساحيق التنظيف ، وما هب ودب من نفايات اخرى تطمر بكل عشوائي ودون حسيب او رقيب ، 
وبحسب الخبراء فان هذه النفايات تنتج مواد خطيرة كالديوكسين او المسرطن البشري ، كما تنشر الغازات السامة وخصوصا غاز الميثان الذي يجعل من المنطقة أرضا خصبة للأمراض المستعصية وحالات العقم والموت عند الاطفال ، كما انه غاز سريع الاحتراق ولدى اختلاطه بالهواء بنسبة تفوق عن ال ١٥ ٪  ، يصبح قابلا للانفجار ويمكن ان يؤدي الى كوارث محققة .. 
تاريخ الممطر :
انشيء مطمر الناعمة في العام ١٩٩٨ بموجب خطة طارئة ومؤقتة ، وقد التزمت شركة سوكلين عقد الطمر مع مجلس الإنماء والإعمار ، على ان يصار الى معالجة مشكلة النفايات عموما في لبنان ضمن خطة متكاملة ، ولكن الخطة المتكاملة لم تبصر النور حتى الان - كما كل شيء في هذا البلد - بفعل التجاذبات والمناكفات السياسية ، والمطمر كان معدا منذ افتتاحه لاستيعاب ٢ مليون متر مكعب من النفايات ، ولاستقبال العوادم فقط ( اي النفايات التي لم يخترع الانسان طريقة للتخلص منها ، كالبورسلان والحفاضات ) ولكن عمليا أخذ يستقبل مجمل النفايات الي لم يتم فرزها وتسبيخها الا بنسبة  ٨ ٪ ، ليصبح في وضعه الحالي يحتوي على ١٠ مليون متر  مكعب . 
ويقول الاستشاري البيئي الدكتور المتخصص في كيمياء السموم ناجي قديح  لموقع  ًلبنان الجديد ً  ان عمر تشغيل المطمر منذ إنشائه لا يزيد عن عشر سنوات ، ولكن نظرا لعدم تشغيله وفق الخطة المطروحة ، فقد امتلأ في فترة اقل بكثير من عمره الافتراضي ، وبسبب غياب التخطيط وعدم وضع السياسات من قبل الدولة والحكومات المتعاقبة ، تم اللجوء دائماً وتحت عنوان الخطط الطارئة والأوضاع الاستثنائية الى توسيعه عشوائيا لمرات عدة ، فنتج عنه كل هذا التلوث الخطير للبيئة المحيطة ، حيث تعاني العديد من القرى القريبة منه وحتى البعيدة من انتشار كثيف للغازات السامة على دائرة قطرها ٣٠ كلم ، وهذا يسبب الامراض المستعصية وخاصة السرطانية . ويشدد قديح على الفرز الأولي للنفايات في المنزل ، ثم على دور البلديات التي يتوجب عليها القيام بتخمير وتسبيخ النفايات العضوية ، مما يؤدي الى خصوبة التربة ، وإنتاج ًالسبيخ ً او ًالكومبوستً ، ولفت الى ان فرز المكونات الاخرى كالبلاستيك والمعادن والزجاج والورق ، هو عملية غاية في البساطة ، ويمكن ان يتم يدويا او آليا وكلها قابلة لإعادة التدوير . 
ماذا بين تجمع أبناء القرى المحيطة بالممطمر .. والنائب اكرم شهيب ؟؟؟
تصف المستشارة الإعلامية لحملة إقفال مطمر الناعمة راغدة الحلبي ، المطمر بانه مطمر الموت ، فمنذ خمسة عشر  عاما ٧٠ ٪ من نفايات لبنان يرمى عندنا ، وتقول الحلبي لموقع ًلبنان الجدد ً  ان الحملة انطلقت في السادس والعشرين من ايار ٢٠١٣ ، والمطمر في الواقع هو ليس مطمر الناعمة ، بل مطمر عين درافيل ، إذ ان ٩٢ بالمئة من مساحته تقع في ارض عين درافيل ، كما ان بلدة بعورته تفصلها عن المطمر مسافة تقل عن ٢٠٠ متر . وتضيف ان لديها إحصاءات تشير الى انه في السنوات الثلاث 
الاخيرة توفي في بلدة عرمون ٣٨ حالة بمرض السرطان ، وفي هذه السنة ظهرت ١٦ حالة جديدة ، وقد مات منها حالة واحدة . 
الحلبي تقول : نحن عدونا الوحيد هو المطمر ، ونحن لا ننتمي الى اي جهة سياسية ولا يوجد اي جهة سياسية تحركنا ، وتنقل مأخذ الأهالي على نائب عاليه الاستاذ اكرم شهيب ، في ان عقد شركة سوكلين ينتهي في ١٧ - ١- ٢٠١٤ ، فلماذا اقدم على تمديده لسنة ٢٠١٥ ؟؟ وتشير الى اللغط وعدم الوضوح في مدة عقد ًسوكلين ً ، فالعقد الاصلي معها لمدة عشر سنوات ، والنائب شهيب يقول انه لخمس سنوات ، فيما يذكر الموقع الالكتروني لمجلس الانماء والإعمار انه لسنتين 
وتقول ان كل ذلك هو ضحك على عقول الناس واستخفاف بصحتهم ومصيرهم  ، ونحن سنبقى نرفع الصوت دفاعا عن حقنا بأرض دون ملوثات ، وبهواء دون غازات حفاظا على صحتنا وصحة أبنائنا ..
رئيس لجنة البيئة النيابية النائب اكرم شهيب من جهته وفي اتصال لموقع  ً لبنان الجديد ً معه كرر موقفه السابق حول الموضوع بالقول :  ًان ثوب البيئة لبيس ً ، وهناك من يسعى لاستغلال مسالة المطمر واقفاله ، لغايات سياسية وشعبوية ، ولكن نحن ضميرنا مرتاح . 
وعزا وصول وضع المطمر لما هو عليه  ، الى عدم تطبيق الخطة التي وضعت في العام ٢٠١٠ ، محملا الحكومات المتعاقبة مسؤولية التقاعس عن متابعة الموضوع وإيجاد الحلول له . 
وردا على ما يقال عن شراء ارض جديدة بهدف توسيع المطمر قال : لن نسمح لا بالتمديد ولا بالتوسيع .