اسرع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاء الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض ، والوقوف على مدى ونسبة الانفتاح الاميركي الإيراني الذي تجلى بأبهى حلله خلال الساعات الماضية في أروقة الامم المتحدة . فبين الاتصال الذي هو الاول على مستوى رئيسي البلدين منذ اربعة وثلاثين عاما ، الى اللقاء الذي وصف بالتاريخي وجمع كلا من جون كيري ومحمد جواد ظريف وهو الاول من نوعه أيضاً منذ الثورة الاسلامية في العام ١٩٧٩، يبدو ان نتنياهو قد فقد شيئا من التوازن ، جعله يستشيط غضبا من هذا التقارب بين واشنطن وطهران ، غضب دفعه الى مواجهة باراك اوباما بشيء من التأنيب قائلا له  ًان ايران ملتزمة بتدمير اسرائيل ويجب إرغامها على تفكيك برنامجها النووي بالكامل ، غير ان الرئيس الأميركي وكعادته لم يبخل على نتنياهو ، فاغدق عليه بسيل من التطمين  وتهدئة الخاطر ، مؤكدا ان واشنطن .. ًستتشاور عن كثب مع اسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني ، وأنها لا تستبعد اي خيار بما في ذلك التحرك العسكري في ما يتعلق بامتلاك هذا السلاح .
أوباما ذهب أبعد من ذلك مع حليفه الاسرائيلي ، لاعبا على أوتار يعرف انها تريح نتانياهو جيدا عندما قال له : من الواضح ان كلمات ايران ليست كافية ، وهي يجب ان تعطي المجتمع الدولي الثقة من خلال الافعال . 
وكانت صحيفة هآرست الاسرائيلية قد عكست هذه الخشية الاسرائيلية من نسبة الانفتاح بين واشنطن وطهران عندما اشارت الى سلسلة لقاءات وحورات ديبلوماسية جمعت مسؤولين إسرائيليين بنظراء لهم من دول عربية خليجية،  للبحث في  ًالخشية المشتركة ً من هذا التقارب ، ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله : ان الخليجيين قلقون جداً  - تماماً كما نحن في اسرائيل -  ويطالبون واشنطن بعدم الوقوع في الفخ الإيراني .
هذه الخشية او هذا القلق في تل أبيب لا يبدو انه سيبقى مضبوطا ومتماهيا مع الإيقاع الاميركي ، إذ تقول المراسلة الديبلوماسية للشبكة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي ، ان نتنياهو ابلغ اوباما انه اذا لم تسفر المفاوضات مع ايران في النهاية عن تفكيك برنامجها النووي ، فان اسرائيل ستعتبر نفسها في حل من التزاماتها في العملية الديبلوماسية  الجارية بين العالم الغربي والنظام الإيراني ، وهي قد تقرر عندها مهاجمته وحدها .. 
وتاتي هذه المواقف الاسرائيلية قبيل ساعات من بدء مفتشي الامم المتحدة للأسلحة الكيميائية عملهم في العاصمة السورية ، وبعد ايام قليلة على الكلام اللافت الذي وجهه الرئيس الإيراني حسن روحاني من على منبر الامم المتحدة ، والذي دعا فيه الى تدمير جميع الاسلحة النووية في العالم بما فيها السلاح النووي الاسرائيلي ، قاذفا الكرة الى ملعب تل أبيب بقوله : ان بلاده على استعداد لفتح منشآتها النووية امام محققين دوليين .
وعليه لا نعلم كيف سيتصرف الرئيس الأميركي وهو الذي عودنا على نمط الرجل الضعيف والمتردد ، في ان يحافظ على هذا الشوط من التفاهم مع ايران ، وان يلجم في المقابل اندفاعات اسرائيل ، التي لطالما اتسمت .. بالغدر .