أكد فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ68 بنيويورك على أهمية تشجيع الدول الإقليميّة المؤثّرة على وعي أهميّة تحييد لبنان عن الصراعات، وعدم فائدة إقحامه في سياسة المحاور، داعياً إلى استمرار العمل على فرض تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. وشدد على ضرورة تشجيع الدول الإقليمية المؤثرة على تقديم دعم فعلي لمضمون ومقاصد "إعلان بعبدا"، ولنهج الحوار والتوافق، كمثل الدعم الذي تعهّد مجلس الأمن الدولي تقديمه.

هذا وأكد رئيس الجمهورية على أن اللبنانيين سيستمرون في طريق الحوار وفي العمل على تطوير نظامهم السياسي، وتحسين ممارستهم الديموقراطيّة، مشدداً على أن لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك. كما سيتوجب عليهم العودة إلى التزام "إعلان بعبدا" القاضي بتحييد لبنان عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة وعن سياسة المحاور، وكذلك التوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع حصراً عن لبنان في وجه عدوانيّة إسرائيل وتهديداتها المستمرّة، والانتهاء من إقرار التدابير الإداريّة والقانونيّة الكفيلة بالاستفادة من ثروتهم وحقوقهم السياديّة في حقول الغاز والنفط التي تختزنها مناطق لبنان البحريّة.

كما أكد على ضرورة اعتماد مقاربات شاملة ومتكاملة، تضمن مشاركة كل الدول المعنيّة وتعالج مختلف أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي، كبديل من الحلول الثنائيّة والمنفردة، لافتاً الى ان "لبنان سيبقى متيقظاً وحريصاً على أن لا يأتي أيّ حلّ على حساب مصالحه العليا، وسيرفض بالتحديد، أيّ تسوية تسمح بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه.

وشدد على ضرورة تزخيم السعي الهادف لإيجاد حلّ سياسي متوافق عليه للأزمة السوريّة، معتبرا أن التفاهم الأميركي-الروسي الأخير في شأن الأسلحة الكيميائية يمكن أن يكون مدخلاً نحو الحلّ السلمي المتكامل.

ولفت رئيس الجمهورية الى تحديات إقليميّة عدة تنسحب سلباً على لبنان، أمنياً واقتصادياً، أبرزها ما هو ناتج عن الازمة السورية، وأضاف سليمان: "بالرغم من قرار النأي بالنفس الذي توافقت عليه هيئة الحوار الوطني من خلال إعلان بعبدا، والذي أصبح وثيقة رسميّة من وثائق الأمم المتحدة، فقد توّرطت بعض الأطراف اللبنانيّة المتعارضة، في النزاع الدائر على الأراضي السوريّة. كذلك تعرّضت الأراضي اللبنانيّة لخروقات واعتداءات من الجانب السوري للحدود. وتزامن هذا التورّط مع تفجيرات إرهابيّة طاولت المدنيين، وخصوصاً في الضاحية الجنوبيّة من بيروت وفي عاصمة الشمال طرابلس، أودت بحياة عشرات المدنيين وتسبّبت بإيذاء المئات".

وأشار سليمان إلى العبء الأكثر إلحاحاً وحجماً، والذي بدأ يأخذ طابعاً وجوديّاً، والناتج من التنامي غير المسبوق لأعداد اللاجئين الوافدين من سوريا، بما يفوق طاقة لبنان وقدرته على الاستيعاب، حيث بات عددهم يفوق ربع عدد سكان لبنان. مكرّراً طلب الدعم للمقترحات التي سبق وتقدّم بها لتخفيف هذا العبء المتفاقم عن لبنان.