دعا الـمرشد الاعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس إلى "الـمرونة" في الـمحادثات الديبلوماسية في وقت تستعد إيران لاستئناف الاتصالات قريباً مع القوى العظمى حول ملفها النووي. وقال خامنئي "نرفض السلاح النووي استناداً الى عقائدنا وليس من أجل أميركا أو غيرها، وعندما نصرح بأنه يجب ألا يمتلك أحد السلاح النووي، فنحن بالتأكيد لا نسعى إلى حيازته، لكن الهدف الحقيقي لـمعارضي إيران في هذا الـمجال شيء آخر". وأوضح أن "قلة من الدول تريد احتكار الطاقة النووية، ولذلك فإن اميركا والدول الغربية والتيارات العميلة لها تثير ضجة بسبب ذلك". وتطرق الى تعقيدات عالـم الديبلوماسية، فقال إن "مجال الديبلوماسية هو مجال إطلاق الابتسامات والدعوة إلى التفاوض، لكن هذه الـممارسات يجب أن تُفهم في إطار التحدي الرئيسي". وابدى موافقته على التحركات الصحيحة والـمنطقية في السياسات الخارجية والداخلية. وقال: "أوافق على القضية التي عبرت عنها في الاعوام الاخيرة بالـمرونة البطولية، لان هذه الحركة مطلوبة وجيدة للغاية في بعض الحالات، لكن يجب الالتزام بشرط رئيسي. ان الشرط الرئيسي للاستفادة من اسلوب الـمرونة البطولية معرفة ماهية الطرف الـمقابل والفهم الصحيح لأهدافه". وفي السياق النووي، ذكرت مجلة "در شبيغل" الألـمانية أنها علـمت من مصادر استخباراتية أن روحاني سيطرح على الدول الغربية مقترحا بوقف تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو النووي مقابل رفع العقوبات الـمفروضة على طهران. وذكرت الـمجلة، في تقرير بثته على موقعها على شبكة الإنترنت، إن "العقوبات الدولية التي أقرتها الدول الغربية ضد إيران يبدو أنها أثمرت ونجحت في التأثير على الإقتصاد الإيراني بدليل أن روحاني بدأ في تقديم التنازلات لإنهاء التصادم والـمواجهات الـمحتدمة التي استمرت فترة طويلة بين الغرب وبلاده حول برنامجها النووي". وأضافت أن هذا التنازل سيمثل نقطة تحول كبيرة وحساسة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. ووفقا للـمصادر الاستخباراتية، فإن روحاني سيقترح على الغرب وقف العمل بمفاعل فوردو الكائن في موقع قريب من مدينة قم الإيرانية ويقع تحت سطح الأرض بنحو 70 متراً ما يجعله محصناً وغير قابل للتدمير بواسطة القنابل الـمخترقة للتحصينات والذي يعمل فيه العلـماء على الوصول بنسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 % الـمطلوبة لإنتاج السلاح النووي على الرغم من نفي طهران سعيها إلى امتلاك هذه النوعية من الأسلحة. وفي العاشر من ايلول، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن حكومته "مستعدة لحل خطوة خطوة للـمشاكل" الـمرتبطة بالـملف النووي. لكنه رفض التخلي عن "الحقوق غير القابلة للجدل" للبلاد في الـمجال النووي لا سيما تخصيب اليورانيوم. ونددت ايران امس بتصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لـم يستبعد اللجوء الى القوة ضدها في الازمة حول ملف طهران النووي الـمثير للجدل. وقالت الـمتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم خلال مؤتمرها الصحافي الاسبوعي ان "الولايات الـمتحدة لا تزال تستخدم لغة الوعيد ضد ايران. قلنا لهم ان يستبدلوها بلغة الاحترام". وكانت الـمتحدثة اعلنت قبل ذلك في بيان انه "من غير الـمبرر اللجوء الى الخيار العسكري لضمان مصالح مجموعات الضغط النافذة (الـموالية لاسرائيل) ولو ادى ذلك الى انتهاك القوانين الدولية وميثاق الامم الـمتحدة"، مشيرة الى ان "لغة الوعيد لن يكون لها اي تأثير على تصميم الحكومة والامة على الدفاع عن حقوقنا النووية الـمطلقة ولا سيما تخصيب اليورانيوم".