اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب وليد سكرية أنّ موافقة النظام السوري على وضع السلاح الكيميائي تحت رقابة دولية شرط أن يظل في سوريا وبأيدي الجيش السوري النظامي لا يشكل تنازلا للنظام بقدر ما هي تسوية تحفظ ماء وجه أميركا للرجوع عن الضربة العسكرية التي كانت تعدها لسوريا. وفي حديث لـ"النشرة"، لفت سكرية إلى أنّ بقاء السلاح الكيميائي بأيدي الجيش السوري أمر اساسي جدا حتى ولو كان تحت رقابة دولية لضمان عدم استخدامه في الداخل السوري، كما تدعي أميركا، وقال: "هذا السلاح يبقى عنصر قوة للجيش السوري في أي حرب مقبلة مع اسرائيل باعتبار ان كل حديث عن سحب هذا السلاح خارج سوريا يصبح موضوعا آخر".   لمعاقبة الفريق الذي زوّد المعارضة بالكيميائي وشدّد سكرية على وجوب معاقبة الفريق الذي زوّد المعارضة السورية بالسلاح الكيميائي وضمان عدم وصول هذا السلاح مجددا لأيدي هذه المعارضة، ولفت إلى أنّ "الاتفاق على وضع الكيميائي تحت رقابة دولية قد تعتبره أميركا بالوقت الحالي انجازا بعدما تأكدت أن أي ضربة محدودة على سوريا ستحقق فشلا لها تماما كما أن اي ضربة كبيرة سيكون لها انعكاسات لن تكون قادرة على تداركها". وعن العلاقات الروسية الأميركية، أشار سكرية الى أن النزاع بين هاتين الدولتين وصل مؤخرا ونتيجة الملف السوري الى حد مرتفع خصوصا بعد اصرار روسيا على وجوب صدور قرار عن مجلس الأمن للتحرك عسكريا ضد سوريا ورفض أي قرار احادي بهذا الشأن، وقال: "أميركا تفادت مواجهة روسيا بالذهاب للعدوان من خارج مجلس الأمن كما تفادت الاحراج بالرضوخ للشروط الروسية والأهم من كل ذلك تفادت سوريا الضربة العسكرية".   أميركا تفاجأت بالموقف الروسي الحازم وردا على سؤال، اعتبر سكرية أن التخبط الذي تعيشه الولايات المتحدة الأميركية حاليا هو نتيجة اعتقادها قبل التهديد أنّها اللاعب الوحيد على الساحة الدولية وأنّها قادرة على اللعب من خارج مجلس الأمن الدولي، وقال: "لقد تفاجأت أميركا بالموقف الروسي الحازم فراجعت حساباتها ليتبين لها أنّها غير قادرة على تحقيق الانتصار فلجأت للتسوية السياسية لحفظ ماء وجهها". وأشار سكرية الى أنّه وفي حال نجاح التسوية السابق ذكرها فان النزاع على الارض السورية مستمر ولكن مع اعطاء أرجحية الانتصار للنظام باعتبار ان العمل العسكري الأميركي الذي كان يهدف لخدمة المعارضة سقط.   لا حل إلا بحكومة وحدة وطنية وفي الملف الداخلي، اعتبر سكرية أن قوى "14 آذار" التي كانت تعوّل على الضربة الأميركية للتفرد بالحكم في لبنان خابت آمالها وتطايرت أحلامها بعد ايجاد التسوية لموضوع السلاح الكيميائي. وقال: "فليعيدوا حساباتهم عساهم يقتنعون ألا حل الا بحكومة وحدة وطنية يتمثل فيها كل فريق بحسب حجمه لان انقاذ لبنان يتلخص بحكومة مماثلة تجنبنا الأخطار المحيطة بنا".