الداخل إلى الضاحية يتبادر إلى ذهنه أيام المعابر الحدودية وحواجز الميليشيات أيام الحرب ,فلم يعد الأمر مقتصرا على تفتيش السيارات والتدقيق بها والتأكد من خلوها من المتفجرات بل تعدى الأمر ذلك إلى التدقيق في الأوراق الثبوتية للأشخاص وطلب الهويات الشخصية لركاب السيارة , نمر على الحاجز أكثر من مرة في اليوم وفي كل مرة يجري التدقيق في الهوية الشخصية وتفتيش حقيبة العمل وكأن حامل المتفجرات سيترك كل الطرقات ويأتي إلى هذا الحاجز أو ذاك ليدخل إلى الضاحية .!
بعض الناس تتذمر من هذه الحواجز والبعض الآخر يؤيدها ويعتبرها ضرورة لا بد منها ,وبغض النظر عن هذا وذاك فإن ما يشهد له الأخلاق العالية التي يتحلى بها الشباب على هذه الحواجز ,ولكن المستغرب هو طلب الهويات الشخصية للناس وتفتيش الحقائب الخاصة علما أن الإجراءات المعلنة هي باتجاه السيارات فقط  , والمستغرب أيضا هو ان تخطيء الأجهزة الكاشفة للمتفجرات فتعطي الإشارة إلى وجود المتفجرات في السيارة في حين أن السيارة تكون خالية من المتفجرات كما حصل لسيارة رئيس اللقاء العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري حيث أعطت أجهزة الكشف اشارة الى وجود متفجرات داخل السيارة في حين أن السيارة كان تقل عائلة الشيخ إلى أحد المتاجر في حي الأمركان في بيروت .
موقع لبنان الجديد سأل سماحة الشيخ عباس الجوهري رئيس اللقاء العلمائي اللبناني عن هذه الحادثة فقال : إن السيارة كانت تنقل العائلة إلى احد المتجر فاعترضتها الفرق الفاحصة وأشارت أجهزة الكشف إلى وجود متفجرات داخل السيارة ,  في هذه الأثناء اتصل السائق بالشيخ وأخبره فطلب الشيخ من السائق عدم ترك السيارة حتى مجيء الأجزة الرسمية اللبنانية وذلك لعدم ثقة الشيخ بالفريق الذي يختلف معه بالتوجهات السياسية ,وفي هذه اللحظات اعتبر الشيخ انها ربما تكون مكيدة فاتصل بالمعنيين في الدولة وبعض الاخوة الذين تولوا الاتصال بحزب الله لمعرفة طبيعة ما يجري , وبعد حضور المعنيين والكشف على السيارة مرة ثانية تبين أنها خالية من المتفجرات فسئل السائق : هل حملتهم مواد متفجرة من قبل في السيارة فبقيت الإشعاعات بداخلها ؟!!
إن هذا السلوك أثار حفيظة الشيخ الجوهري وتوجه برسالة عبر الإعلام بالقول : ان هذا العمل مستهجن ومدان ويفتح المجال للقول أن هذا العمل يفتح الباب أمام  الحديث عن هذه الإجراءات والغاية منها وهي لا تهدف إلى إحلال الأمن بقدر ما تهدف إلى إيصال رسائل متعددة أولها الإعلان عن الحكم الذاتي على الجغرافيا الشيعية وأننا نستطيع أن نمارس كل ممارسات السلطة حتى على المعترضين لإظهار السطوة والسلطة .
واعتبر الشيخ الجوهري أن هذه الرسالة السخيفة ستبقى في البريد المهمل .