رأى مدير مخابرات الجيش اللبناني والسفير السابق جوني عبدو أن إسرائيل غير متحمسة جداً للضربة العسكرية لسوريا، فهي تريد استمرار الصراع واستمرار النظام، لأن التطرف الإسلامي خطير جداً عليها، حتى أخطر من حزب الله. لذلك فإن الرأي العام في الدول الأساسية المعنية بالضربة غير محضّر لذلك، ورأى بأن هذه الضربة لن تؤدي إلى إسقاط النظام، ولكنها ستكون ردعية بحيث تمنع استعمال الكيميائي مرة جديدة، ولا بد من أن الضربة آتية، لأن النظام السوري، مهما قال، لن يرتدع عن العودة إلى استعمال الكيميائي، إلا بعد أن يذوق طعم الضربة. وأفاد بأن المطارات وشخص بشار الأسد خارج الأهداف، والمتوقع بأن يُتخذ القرار مساء الخميس ويتم التنفيذ الجمعة أو الاثنين ليلاً تفادياً للخسائر البشرية.

وأكد في مقابلة خاصة  في برنامج "inter-views" على شاشة المستقبل، بأنه إذا لم يكن هناك مسار سياسي واضح لمرحلة ما بعد الضربة "بتطلع الضربة بلا طعمة".

 وروسياحليف للنظام السوري في السراء وليس في الضراء، وطريقة الرد السورية على التهديدات، هي للحفاظ على ماء الوجه وللمكابرة، فهو لن يذهب الى خطوات ترتد سلباً عليه، لأن روسيا المطّلعة على خطة ضربه، طمأنته، وإيران غير جاهزة للرد العسكري، وبالتالي حزب الله الذي ما كان ليدخل هذه المعركة لولا قرار إيران.

وأشار عبدو بأن هناك قواعد لعبة بين حزب الله وإسرائيل لا يعرفها أحد، ولكنه رفض إضافة المزيد بهذا الموضوع الحساس للغاية ووعد بالتكلم عنه في وقت لاحق.

وفي الموضوع اللبناني المبعثر على لوحة الموت السورية لفت عبدو بأن الحل في الداخل اللبناني لا يكون عبر الحوار مع حزب الله، بل بالحوار مع إيران. فالوضع خطير جداً، ولكن المتفجرات لن تزيد، بل قد تتوقف، لأن هناك بوادر لانكشاف للفاعلين. والمالك الأخير لسيارة الفورد التي انفجرت في طرابلس موجود في سوريا الآن، والشيخ أحمد الغريب قد اعترف بأنه كان على علم بالجريمة ولكنه لم يرتكبها وسيارة الرويس كانت لدى المخابرات السورية. فالتفجيرات في الضاحية وفي طرابلس يقف وراءها النظام السوري، لأن التفجيرات في لبنان تخدم النظام السوري، لأنها كانت في ظنه تلهي العالم عن استخدام الكيميائي. والتكفيرين يُستحيل أن يفجروا جوامع السنة.

وأرجع الهجوم القاسي لحزب الله على فرع المعلومات بسبب عجزه عن السيطرة عليها، وشعبة المعلومات في قوى الأمن ليست تابعة لتيار المستقبل، بل تيار المستقبل هو تابع لها، لأنها جهاز سيادي بامتياز. متسائلاً كيف يمكن إخلاء سبيل محمد صالح في موضوع خطف التركيين، وقد ضبِط أنه كاتب على " واتس آب" أنه هو ومجموعته خطفوا الطيار ومعاونه التركيين.وأشار إلى أنه من الخطأ القول إننا لا نريد "حزب الله" في الحكومة بل يجب القول إن كل من يلتزم بإعلان بعبدا، يدخل إلى الحكومة. والأمن الذاتي ليس جديداً، وليس بخطأ لأنه حين تضعف الدولة لا بد من توفير الأمن، ولكن المشكلة أن حزب الله لا يساعد الدولة لتحمي، لأنه لا يؤمن إلا بأن يحمي نفسه بنفسه.

وفي الدور السعودي في المنطقة أكد السفير السابق أن السعودية لم تكن ترغب بقيادة العالم العربي، ولكن الفراغ فرض عليها أن تلعب هذا الدور. وتمكنت السعودية من تغيير الصورة الملصقة بها، من خلال التأكيد أنها ليست مع الإخوان والمسلمين، لا في مصر ولا في سوريا، فالسعودية تدافع بصلابة عن الإعتدال. ولا طموحات للسعودية في لبنان. وهناك دولتان يمكن أن تلعبا دوراً في تسويات المنطقة، هما السعودية وروسيا.

فما مصير المنطقة بعد أن أصبح اللّاعبون أكثر من المتفرجين، وهم يحاولون طبخ ما لا ينضج بسهولة، وهل وصلت المأساة السورية إلى خواتمها، وهل ينجو لبنان من الأعظم، أم أن العاصفة الهوجاء لا زالت في بدايتها..؟؟!!