لبنان الراقص بين تفجيرٍ وتفجير، والعاجز عن رسم خطاه الصحيحة بين حقد الماضي وغضب الحاضر وخوف المستقبل، فهل قضت عليه الفتنة أم أنها في طريقها نحو القضاء عليه، وماذا عن الأمن الذاتي الذي يحفر طريقه إلى المناطق اللبنانية مُسلّطاً الضوء على شبه دولةٍ تعيش في كوكبٍ آخر، وعلى أشباه سياسيين إذا غضبوا أكثروا من تصريحات الاستنكار، وماذا عن طائرة الحكومة المُنتظرة التي علقت في فضاء لبنان المُستباح بالنار والبارود..؟؟

وصف رئيس حزب "التوحيد العربي"  الوزير السابق وئام وهاب من ارتكب مجزرة طرابلس بالسافل والحقير، لأنهم مصلّون وأبرياء، حتى لو لديهم موقف سياسي لا يمكن الرّد بالعنف على هذا الموقف، معتبراً أنه لا قيمة للسياسة أمام مشاهد الأسى.

ولفت وهاب وذلك خلال برنامج "بموضوعية" على شاشة الmtvمع الإعلامي وليد عبود، إلى أنه يجب أن يكون لدينا المسؤولية جميعاً حول ما هو قادم، وأشار إلى أنه في الضاحية هناك معلومات لدى الأجهزة الأمنية أن هناك خيوط معينة مع بعض المتطرفين الذين لديهم علاقة مع جزء من المعارضة السورية، مؤكداً أنه لم تكن الأمور لتصل إلى هنا لو لم يكن هناك أجهزة استخبارية لها علاقة بالموضوع.ورأى بأنهيجب إبعاد السوريين المخلّين بالأمن ولكن الأمريكيين يطلبون عدم إبعادهم،وأكد أنه لا وجود للأمن الذاتي في لبنان قائلاً: "أنا مررت اليوم في الضاحية الجنوبية ولا أمن ذاتي هناك، ولكن هناك حواجز للجيش اللبناني".
وأشاد بموقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أبلغه للأجهزة الأمنية حول رفض الأمن الذاتي ووصفه بالممتاز.
ورأى وهاب بأن حكومة 8 اذار هي كذبة و8 آذار بحدّ ذاتها كذبة، ولم تقدم نموذجاً أفضل من حكومات فؤاد السنيورة.واعتبر أن رسالة رئيس الجمهورية منذ يومين جيدة، وهناك تطوّر جديد يتمثل بحديث الأمير بندر بن سلطان مع الوزير وائل أبو فاعور عن التمديد للرئيس ميشال سليمان وهذا أمر مستحيل. وأكد بأنه ليس هناك حكومة في الوقت الحالي لأن هناك قراراً متّخذاً بعدم إشراك حزب الله في الحكومة، مضيفا: "أنا مع تسوية تاريخية تعيد سعد الحريري الى الحكومة".
وفي الموضوع السوري الذي يفرض نفسه دائماً على هامش الألم اللبناني، توقع وهاب بأنه سيتم ضرب سوريا من قبل الأميركيين ضربة محدودة بصواريخ "التوما هوك"، مشيراً إلى أنه بعد حسم الغوطة سيركز النظام على معركة حلب وتنتهي المعركة. مؤكداً أن حزب الله لن يخرج من سوريا وهو قرار استراتيجي للدفاع عن سوريا، وفي ظل الدعم القائم للمعارضة في سوريا لن يكون هناك نصر حاسم للنظام.وليس هناك ما يسمى بالجيش السوري الحر، بل هناك 300 أو 400 فصيل في سوريا، معتبراً أن هناك تضخيم لموضوع الغوطة والمشهد قد يكون مركّباً.

إن ما يدعو للإستغراب هو تأكيد الوزير وئام وهاب بأن لا أمن ذاتي في الضاحية الجنوبية، فما الذي يدعوه لينفي شيئاً اعترف فيه أصحابه، وإذا كانت 8 آذار كذبة على حدّ اعتراف وهاب، فكيف يرضى لنفسه بأن يكون جزءاً من هذه الكذبة..؟؟!!