استهجن القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش الاجراءات الأمنية التي يتخذها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية في لبنان، معتبرا أنّها تعيدنا لمنطق الأمن الذاتي المرفوض ما يعني تسليم البلد ككل لسلطة "حزب الله". وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر علوش أنّه "واذا كان هناك اجراءات أمنية يتوجب اتخاذها في الضاحية فعلى القوى الأمنية اللبنانية اتخاذها ونقطة على السطر"، وشدّد على أنّ "المسألة ليست مسألة ثقة فئة من اللبنانيين بجهاز أمني معيّن بل مسألة الاعتراف بالدولة ومؤسساتها من عدمه"، وقال: "إذا كان أهالي الضاحية يريدون أن يحكمهم حزب الله ويسيطر عليهم عناصره الأمنية فلا حول ولا قوة إلا بالله".   ماذا ينفع أمن الضاحية إذا كان أمن البلد مكشوفا؟ وذكّر علوش بما أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مؤخرا لجهة التأكيد أن البلد ككل مستهدف وليست الضاحية مستهدَفة وحدها وحدها،  متسائلا "ماذا ينفع أمن الضاحية إذا كان أمن البلد مكشوفا"، داعيا لمعالجة أسباب التطورات الأمنية الخطيرة التي يشهدها لبنان. وشدّد علوش على أنّ المطلوب أولا الاسراع بتشكيل حكومة تدير البلد بالتزامن مع خروج "حزب الله" من أتون الحرب بسوريا، معربا عن اعتقاده بأنّ الاجراءات الأمنية، أيا كانت وتيرتها، لن تكون كافية لردع من يريد الاخلال بالأمن، لافتا إلى أن "للولايات المتحدة الاميركية ودول اوروبا أكثر من تجربة في هذا الاطار". وتطرق علوش لمواقفة وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال نقولا صحناوي على منح "داتا الاتصالات" بما يتعلق بانفجار الرويس، لافتا إلى أنّ تصرف الوزير، الذي كان يرفض إعطاء الداتا في التفجيرات السابقة متذرعا بخصوصية اللبنانيين، يؤكد أنه "منافق" وأنه وفريقه السياسي "متواطئان" بعمليات الاغتيال السابقة، على حدّ تعبيره.   اللجوء السوري فاق طاقة لبنان بأضعاف وفي الملف الحكومي، استبعد علوش ولادة حكومة في المدى المنظور طالما أنّ "حزب الله" يرسل التهديدات المتكررة من تحت الطاولة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط. ووصف علوش طرح "التيار الوطني الحر" بما يتعلق باللاجئين السوريين بـ"المستحيل تطبيقه نظرا الى أن لبنان قد وقّع على اتفاقيات جنيف المتعددة والتي تمنع اقفال الحدود بوجه شعب أو جزء منه بخطر". واعتبر علوش ان الدخول بسجالات سياسية في هذا الملف تزيده تعقيدا ولا توصل الى اي مكان. وقال: "نحن في مأزق حقيقي فاللجوء السوري فاق طاقة لبنان بأضعاف وفتح بابا أمنيا للنظام السوري وغيره للعبث بأمن لبنان عدا الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية الكارثية علينا". وحثّ علوش الدولة اللبنانية بكافة مؤسساتها للانصراف سريعا لوضع الأمم المتحدة امام مسؤولياتها في هذا الاطار والمبادرة لاقامة مخيمات للاجئين لأن العملية الكارثية بدأت وهي قابلة للتفاقم في المستقبل القريب.