كشفت سيارة الناعمة، التي عثر بداخلها على 250 كلغ من المواد المتفجرة، الستار عن خلية إرهابية إختارت إعداد السيارات المفخخة سبيلاً للجهاد، حيث تم توقيف ثلاثة من المشتبه فيهم بالتخطيط لتفجير سيارات مفخخة، وضُبط الشيخ المحرّض ومساعده وشخص ثالث، بينما الرأس المدبّر، محمد أ، تمكن من الفرار.

وأفادت معلومات صحفية بأن المطلوب محمد أ. لم يكن متديّناً عادياً، بل كان سلفياً متطرّفاً إلى حد التكفير. أراد الجهاد، فاختار إعداد السيارات المفخخة سبيلاً. هذا وقد أفشى عن رغبته بشراء المتفجرات أمام أحد مخبري الأمن العام، فوُضع الرجل تحت المراقبة، وبعد نحو شهر ونصف من المراقبة، تم التأكد بأنه يدير شبكة متطرفة قوامها سبعة أشخاص تعتزم تفخيخ سيارات وتفجيرها وتنفيذ عمليات اغتيال.

وكشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل، أن السيارة التي تم العثور عليها في منطقة الناعمة أول من أمس لم تكن مفخخة، لكنها كانت تحتوي على كميات من المتفجرات، وتنتظر إعدادها من أجل وضعها في مكان آخر، مشيراً إلى أن هذه السيارة كانت مرصودة من قبل الأجهزة الأمنية. وأكد شربل بأنه تم تكثيف الجهود لضبط الوضع الأمني.

من جهتها، نفّذت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي حملة دهم امتدت من بيروت الى حارة الناعمة، وأوقفت عدداً من السوريّين والفلسطينيين المُشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات مُتطرِّفة.

فيما سُيِّرت دوريّات لرصد كُلّ الطرق والمناطق الممتدّة بين الناعمة وبيروت وجبل لبنان. وقد اكتشفَت الأجهزة الأمنية خيوطاً كثيرة في القضيّة، واعتبرت مصادر التحقيق أنّ العثور على أصابع ديناميت في الناعمة والرويس وداخل سيّارة من طراز "جاغوار" في داريا، يُظهر أنّ مصدر هذه المُتفجِّرات واحد، وأنّها جُهِّزت بالأسلوب نفسه من خلال "تي. ان. تي" وفتيل وصاعق.

في الوقت الذي عادت فيه القذائف الصاروخية من الأراضي السورية لتستهدف مدينة الهرمل، إذ سقطت عصر أمس ثلاثة صواريخ على الأحياء السكنية، طالت أحد مباني مدارس المبرات الخيرية الإسلامية، دون تسجيل إصابات في الأرواح. هذا وسقط صاروخ رابع مصدره الجانب السوري في محيط بلدة القاع.

وقد باشرت قوى الجيش الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة، واتخذت الإجراءات الميدانية المناسبة، وتقوم القوى الأمنية بتسيير دوريات على امتداد حدود المنطقة.

بينما أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن استيائه البالغ وقلقه الشديد  جراء استهداف منطقة الهرمل بالصواريخ وطلب إلى قيادة الجيش اعتلام مصدر إطلاق النار ومعالجته بالوسائل المناسبة.