اعتبر الوزير السابق شربل نحاس أننا نعيش اليوم في كنف دولة منهارة حيث لا مؤسسة قائمة يمكن مخاطبتها ومناشدتها فلا حكومة ولا مجلس نواب ولا قضاء، داعيا لوضع دستور جديد وبناء دولة جديدة لا تشارك الطوائف فيها وإلا فإنّ المجتمع اللبناني الى زوال. وفي حديث لـ"النشرة"، دعا نحاس اللبنانيين للنزول الى الشارع لمواجهة ما يحصل والتصدي لمسيرة زوال مجتمعهم، لافتا الى انّه "اذا كان البعض ينتظر الطوائف كي تتفق ليتحرك فهو سيبقى على حاله يشاهد بعينيه زوال لبنان". وأوضح أنّ "الطوائف هي بديل الدولة وبالتالي لا مكان لها في بناء دولة لبنان الجديدة لأنّها اصلا ليست كيانا سياسيا"، مستهجنا ربط الوضع الداخلي بالمشهد السوري ما ينم عن ترجمة للفشل الذريع الذي نعيشه اليوم، وأضاف: "نحن غير مسؤولين عن سياسة ايران والسعودية الاقليمية بل مسؤولين عن وضع حد لما تشهده البلاد من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية ومالية غير مسبوقة".   تغيير الواقع بيد الشعب اللبناني وحده واذ شدّد نحاس على رفض أي اتفاق مماثل لاتفاق الطائف يبدّي المصالح الخارجية للدول على المصلحة اللبنانية العليا، استهجن مبدأ طاولة الحوار التي لم تؤدّ يوما الى مكان، لافتا الى أن لا حكومة في المدى المنظور فيما الفلتان الأمني الى تمادي. وقال: "الخطر كبير جدا على الكيان اللبناني ونحن متخوفون وتغيير الواقع بيد الشعب اللبناني وحده". وتساءل نحاس "عن اي دولة نتحدث ووزارة العمل غير قادرة أن تحمي حريات النقابيين من ممارسات "الارهابي" مايكل رايت وشركة سبينس التي تحولت منظمة ارهابية"، على حدّ تعبيره. وأردف متسائلا: "عن أي دولة يتحدثون والقوى الأمنية تطلب غطاء للقيام بواجبها فيما عمليات الثأر ناشطة تماما كما الخطف والخطف المضاد؟"   حكومة ميقاتي أجرمت بحق لبنان! وردا على سؤال حول دعوة "التيار الوطني الحر" لاغلاق الحدود بوجه النازحين من سوريا، اعتبر نحاس ان مسألة نزوح مئات الألوف من سوريا وتأثيرات ذلك اقتصاديا واجتماعيا وماليا وانسانيا على لبنان، تؤكد مرة جديدة الى أي حد أجرمت حكومة نجيب ميقاتي بحق لبنان حين تركت الأمور تتفاعل من دون اتخاذ أي موقف يحد منها وكأن دور الحكومات ليس أساسا مواجهة المخاطر. وعن العلاقة مع العماد ميشال عون والتيار، اشار نحاس الى انّه ومنذ استقالته لا اتصال بينه وبين عون لافتا الى انّه غير راض على الكثير من مواقف التيار خاصة مهادنته خلال حكومة ميقاتي في أمور لا يجوز المهادنة عليها باعتبارها اسسا تمس عملية بناء دولة علمانية ودولة المحاسبة التي ينادي بها التيار. وقال: "أنا لم أحد يوما عن المبادىء التي آمنت وعملت على اساسها حين كنت بالتكتل بل هم من حادوا عنها".