استبعد وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علي قانصو أن تقدم قوى 14 آذار ومعها النائب وليد جنبلاط على تشكيل حكومة أمر واقع، متسائلا أيريدون أن يفاقموا من الأزمة التي نتخبط بها فيلجأون الى خيار مماثل؟
وفي حديث لـ"النشرة"، أشار قانصو الى أن الكلام الذي نسب الى النائب جنبلاط مؤخرا لم يكن دقيقا موضحا أن المعطيات لدى قوى الثامن من آذار تشير الى أن جنبلاط لا يزال على موقفه الداعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، حكومة سياسية يتمثل بها الجميع قادرة على مواجهة التحديات السياسية والأمنية كما الاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط بها البلاد. وقال: "لا أعتقد أن رئيس الجمهورية سيوقع مراسيم حكومة أمر واقع، ونعلم تماما أن الرئيس سليمان والنائب جنبلاط يعيان مخاطر حكومة مماثلة."
وأوضح قانصو أن رئيس الجمهورية وخلال خطابه بعيد الجيش أكّد أنّه ضد قيام أي حكومة لا تحصل على ثقة مجلس النواب والكل يعلم أن حكومة أمر واقع قد لا تنال الثقة. وأضاف: "كل الحكومات التي نشأت بعد الطائف فترأسها رؤساء الحكومات السابقين الراحل رفيق الحريري، سعد الحريري وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي كانت كلها حكومات سياسية... فلماذا اليوم رفضهم قيام حكومة مماثلة؟ ولماذا الشواذ عن المتبع منذ عشرات السنوات وحتى اليوم؟"
ولفت قانصو الى أن جل ما تهدف اليه قوى 14 آذار بمطالبتها بقيام حكومة غير سياسية هو استبعاد حزب الله عن الحكم وكأنّه لا يمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني ويملك كتلة وازنة في المجلس النيابي. وقال: "ما يطلبونه لا يمت الى المنطق بشيء فليقلعوا عن الشروط التي أغرقوا بها الرئيس المكلف والتي تعرقل التشكيل".
وأعرب قانصو عن تخوفه على الوضع الأمني في لبنان ما بعد عيد الفطر، لافتا الى أنّه وفي ظل الشلل الذي يضرب المؤسسات الدستورية والانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد، يقف البلد مكشوفا أمنيا وعلى كف عفريت. وأضاف: "ما يحصن البلد اليوم هو تلاقي اللبنانيين على طاولة الحوار ومن هنا ندعو الرئيس سليمان لتفعيل عمل هذه الطاولة والاسراع بتشكيل الحكومة لتجنيب بلدنا الهزات الأمنية المرتقبة".
وردا على سؤال، أوضح قانصو ان تخطي عدد الداخلين الى سوريا مؤخرا عدد الوافدين الى لبنان أكبر دليل أن هناك مناطق كثيرة في سوريا استعادت عافيتها ما شجّع الآلاف الى التوجه اليها. وقال: "كما أن هذا يؤكد كذلك أن نجاحات الجيش السوري تتوالى على أن تتكلل بعودة كل النازحين السوريين الى مناطقهم."