أثار اغتيال السياسي التونسي المعارض محمد البراهمي في تونس موجةً من الغضب الشعبي تعيد إلى الأذهان الاضطرابات، التي أعقبت اغتيال المعارض شكري بلعيد، قبل 6 أشهر، والذي أدى اغتياله إلى اضطرابات واسعة في تونس لم تهدأ إلا باستقالة رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي.

وها هو التاريخ الذي ليس ببعيد يعيد نفسه اليوم في تونس فأشعل اغتيال البراهمي يوم أمس الخميس احتجاجات عنيفة ضد الحكومة التونسية في مختلف مناطق البلاد،واستخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في مدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة على نظام "زين العابدين بن علي" ومسقط رأس المعارض محمد البراهمي.

 ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إضراب عام يوم الجمعة تنديداً بالاغتيال. كما أعلن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الجمعة يوم حداد وطني في البلاد. وأعلنت الخطوط الجوية التونسية يوم أمس الخميس أنها ستشارك في الإضراب العام وتلغي جميع رحلاتها المبرمجة ليوم الجمعة. كما دعت الجبهة الشعبية، التي ينتمي إليها الفقيد، إلى عصيان مدني حتى إسقاط النظام، مشيرة إلى أن هناك مشاورات جارية بين الأحزاب لاتخاذ الموقف المناسب.

هذا واتهمت  شهيبة البراهمي شقيقة المغدور حركة النهضة الإسلامية الحاكمة بالوقوف وراء اغتيال أخيها. وقال مصدر طبي في وزارة الصحة التونسية إن البراهمي توفي إثر تعرضه إلى إطلاق نار، وتعرض البراهمي لـ 11 طلقة نارية.
ومن جانبها دانت "النهضة" اغتيال البراهميونفى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في بيان صحفي ضلوع حزبه في الاغتيال، واصفاً إياه بالكارثة بالنسبة لتونس.

بينما حذرت الرئاسات الثلاث في تونس (رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس الوطني التأسيسي) من الوقوع في أتون العنف، مؤكدة أن ما حدث هو جريمة نكراء بكل المقاييس ولا بد من إدانتها والرد عليها. ودعت السلطات التونسية إلى توحيد الصفوف.  ودعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في كلمة القاها عقب اغتيال المعارض محمد البراهمي، الشعب إلى الحفاظ على الهدوء والأمن لإفشال المخطط الجهنمي الذي يستهدف تونس.
ومن جهتها أعلنت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تدين بشدة اغتيال النائب المعارض التونسي محمد البراهمي، وتدعو لإجراء تحقيق دقيق في الجريمة لمحاسبة المسؤولين.

فهل ستكتفي الحشود الغاضبة في تونس بإسقاط الحكومة التونسية أم أن غضبها لن يهدأ إلا بإسقاط النظام، وهل سيتكرر المشهد المصري في تونس بعد أن أفادت مصادر وزير الداخلية التونسي بأن المسؤول عن اغتيال البراهمي وبلعيد هو سلفي متشدد..؟؟!!