ما زال مسلسل الإغتيالات يفرض نفسه على اللبنانيين في مشاهدة قسرية لا يستطيعون مواجهتها إلا بإغماض عيونهم التي لم تعتَد على هذه المشاهد المؤلمة بعد، رغم كثرتها، في هذا البلد الصغير الذي يبُست أحلامه الكبيرة وماتت على ضفاف الأمل الموعود بالوطن.

فنالت الأيادي العابثة بأمن لبنان ليلة أمس في تمام الساعة 2:15 من الصحافي السوري محمد ضرار جمو، رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب، حيث كمن له 3 مسلحين أثناء صعوده على درج منزله في بلدة الصرفند بجنوب لبنان وأطلقوا عليه 30 رصاصة إستقرت منها 25 في صدره ومختلف أنحاء جسده. هذا وأكدت زوجته في إفادتها الأولية أنه كان قد تلقى منذ أيام إتصالات هاتفية من قياديين في حزب البعث في سوريا حذروه خلاله من وجود معلومات عن أشخاص يرصدون تحركاته في لبنان.

بينما كشفت المصادر الأمنية بأنّ منفذي هذه العملية هم 3 أشخاص تمكّنوا من الفرار إلى خارج المنطقة مستغلّين البساتين والأحراج المحيطة، ولا تزال عمليات البحث وتمشيط بساتين الصرفند مستمرة بقيادة آمر فصيلة درك عدلون النقيب عصام عبدالله.

ولم يكن حادث التفجير الذي استهدف موكب حزب الله يوم أمس، الرسالة الأولى التي وجهت لحزب الله، فتعرّضت سيارة جيب تابعة للحزب كانت متوجهة الى الاراضي السورية لتفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة على الطريق الدولية في محلّة مجدل عنجر على المسلك المؤدي إلى نقطة المصنع الحدودية، والعبوة كناية عن كيلوغرام واحد من مادة "سي فور" مع كريات حديد ومسامير اخترقت الزجاج الأمامي للسيارة، وبحسب المعلومات فقد جرح في الانفجار اثنان من ركاب الجيب هما فادي عبد الكريم الذي أصيب اصابة خطرة في عينه، وحسين بدير، فيما لم يصب الثالث وهو المدعو جعفر.

بينما فرضت قوى الجيش طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار، وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية  والأدلة الجنائية إجراء التحقيقات بخصوص متفجرة مجدل عنجر، والتحقيقات تتواصل  بإشرافه لكشف ملابسات الحادثة وتحديد هوية الفاعلين.

فلا شك بأن المواجهة الفعلية بين الحزب والمعارضة السورية انتقلت إلى لبنان، وربما علينا أن نتوقع المزيد من هذه الرسائل الإرهابية التي تُعتبر ردّاً على تورط حزب الله بالأزمة السورية، فهل ستغيّر هذه الرسائل من مواقف حزب الله، وكيف سيواجه الحزب حادثة اغتيال جمّو التي تشكل انتكاسة أمنية له في بيئة محسوبة على حزب الله و حركة أمل..؟؟!!