من صيدا الأسيرة التي تحولت إلى ساحة حربٍ دمّرت بيوتها وأمنها، وأهم ما دمرته هو علاقتها مع المؤسسة العسكرية التي كان لها في صيدا ذكرى تعتصر ألماً على أفرادها وعلى أهالي صيدا والجوار، أطلت النائب بهية الحريري من دارتها في صيدا مع الإعلامية بولا يعقوبيان على شاشة المستقبل، مع رئيس بلدية صيدا الأستاذ محمد السعودي، ومفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ومجموعة من أهالي صيدا الذين أكدوا على أنهم لا يريدون خياراً سوى الدولة ومؤسساتها، ورفعوا الصوت ليقولوا بأنهم لا يريدوا لجراحهم وتضحياتهم أن تذهب سدىً بل يريدونها أن تكون عبرة للمناطق الأخرى وبداية لإنهاء جميع المظاهر المسلحة في لبنان، فكيف تحولت المدينة الوادعة إلى بركانٍ هادر، وهل دفعت المدينة وأهلها الثمن الأول لتدخل حزب الله في سورية، وكيف يمكن حماية البلد في غياب الحكومة، وكيف يمكن طمأنة الأهالي في ظل الضبابية التي تخيّم على مستقبل الوطن، ومن سيعيد إعمار صيدا بعد أن تهدمت، وما مصير المعتقلين؟؟

أكدت النائب بهية الحريري على أن ما دعاها لإطلاق حملة "بيكفي خوف" هو الخوف الذي يسيطر على الأهالي الذين باتوا يبحثون عن الوطن في ظل الخوف الذي يخيّم على مستقبل أولادهم، ورأت الحريري بأن على الدولة أن تأخذ مهامها في كافة المناطق وتفرض سلطتها على الجميع، وتؤمن الحماية لكل مواطن لبناني، متمنيةً بأن يكون ما حصل في صيدا إنطلاقة لخلاص كل لبنان وإعادة الإعتبار للدولة العادلة والقادرة.

وأشارت إلى المذكرة التي قدمتها لفخامة رئيس الجمهورية الذي أبدى تجاوباً بخصوصها، والتي تتضمن مواضيع عديدة منها التعويضات والاعتقالات والإيواء والأمن والخوف، وعودة الناس إلى بيوتها.

وشددت الحريري على أن القضية ليست قضية صيدا وحسب بل هي قضية وطن بكامله، واعتبرت بأن تاريخ 14 شباط هو عنوان للظلم ولذلك تعتبر كل المظالم التي استهدفت لبنان هي 14 شباط، ورأت بأن المؤسسة العسكرية اليوم أمام تحدٍ كبير لتبرهن عن قدرتها على إنهاء المظاهر المسلحة في صيدا التي تتعدى على حرية وقرار أهالي صيدا الآمنين، الذين يفتقدون لحماية الدولة ويرفضون الحماية الذاتية، مطالبةً بإجراء تحقيق شفاف بالقضية وإزالة كل ما يسبب التهديد للمدينة.

وأكدت النائب الحريري بأنه لا مكان لسرايا المقاومة المسلحة في مدينة صيدا التي اختارت الدولة ولا شيء غير الدولة بعد اليوم، وعلى وجوب أن يصبح جرح صيدا عبرة للآخرين، كي لا تتكرر هذه التجربة الأليمة في أي مدينة أخرى، ولتكون صيدا بإذن الله مدينةً للخلاص الوطني بإرادة أبنائها وبمبادراتها التي ستكون عابرة للطوائف وللمناطق والمذاهب.

وأكد مفتي صيدا الشيخ سالم سوسان بدوره على أن صيدا لم تعرف الفتنة المذهبية إلا عندما شعرت بغياب الدولة، وكما كان الاعتداء على الجيش مُستنكر يجب أن تكون معاملة صيدا بهذه الطريقة مُستنكرة أيضاً، والمشكلة الأساسية هي في السلاح اللاشرعي الخارج عن القانون.

هذا وأعلن رئيس بلدية صيدا البدء بعملية مسح الأضرار، لترميم المنازل المتضررة، والتي يبلغ عددها أكثر من 500 شقة، وبشّر الناس بأنهم سيعودوا إلى بيوتهم إنشاء الله خلال عيد رمضان المبارك، وسيتم طيّ هذه الصفحة الأليمة وإعادة العلاقة بين صيدا وجوارها.