ماذا قال الغرب عن الانفجار الذي هزّ الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس والذي أعاد إلى ذاكرة اللبناني المدججة بالصور الكارثية، مشهد مجزرة عام ال 1985، في نفس المكان وبنفس الطريقة يوم حاولت أيادي الغدر أن تنال من حياة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، ومشهد حرب تموز التي دمرت الضاحية على رؤوس ساكنيها، ومشاهد أخرى ليست ببعيدة تحكي مسلسل التفجيرات المتنقلة التي استهدف آخرها اللواء وسام الحسن. وبعد أن أجمع سياسيو لبنان على إدانة هذا العمل الإرهابي وعلى الوحدة لإبعاد شبح الفتنة الذي ما برح يهدد لبنان من عام ال75 وحتى والآن، سنرى كيف قرأ الغرب هذه الرسالة الدموية الجديدة التي وُجّهت عبر المدنيين إلى الحزبيين، والتي تحمل في طياتها استكمالاً لرسالة الصاروخين اللذين استهدفا الشياح أخيراً. ويعتبر التفجير هو العمل الأعنف في أحد معاقل حزب الله في لبنان منذ اندلاع المعارك في سوريا.

أدانت الولايات المتحدة الأمريكية التفجير الذي وقع في بئر العبد جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين باسكي "إننا ندين بأقوى شكل ممكن التفجير الذي وقع في بئر العبد عشية بدء شهر رمضان ونعبر عن تضامننا مع كل المدنيين المصابين في هذا الهجوم".وعبرت الخارجية الأمريكية عن قلقها من انجرار لبنان تدريجياً إلى التورط في الصراع الدائر في سوريا.

في الوقت نفسه أدان الاتحاد الأوروبي بقوة التفجيروقال مايكل مان المتحدث باسم الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية كاثرين اشتون: "إن أعمال العنف المريع هذه تؤكد ضرورة أن يحتفظ كافة اللبنانيين بوحدتهم الوطنية".

ومن جانبه دان مجلس الأمن الدولي التفجير ووصفه "بالعمل الإرهابي" مطالباً بضرورة القبض على مدبريه ومثولهم أمام العدالة.

ومن جهتها دانت فرنسا التفجير داعية عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها فيليب لاليو اللبنانيين كافة الى العمل على تجنب أي تصعيد للع، وف والحفاظ على الوحدة الوطنية.

بينمانفت إسرائيل أي علاقة لها في الهجوم، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام: "نلاحظ أن الحرب في سوريا تمتد إلى لبنان لأنه نزاع بين الشيعة والسنة، وهناك الكثير من الانفجارات في المنطقة لكن الهدوء يسود على حدودنا".

وأدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأشد العبارات التفجير الإرهابي معتبراً استهداف المدنيين عملاً إجرامياً يتناقض مع أهداف الثورة السورية ومبادئها.

فإذا كانت شيَم غدر العدو الاسرائيلي لا تقبل بالاعتراف بتفجيرٍ لا يستهدف شخصية ذات وزن سياسي، وإذا كان استهداف المدنيين يتناقض مع أهداف ومبادئ الثورة السورية، فمن قام بهذا العمل الإرهابي الدنيئ وما الرسالة التي حاول المعتدون إيصالها لحزب الله عبر مدنيي الضاحية؟؟ وإلى حين إظهار الحقيقة أو إخفائها يبقى الخوف مسيطراً على اللبناني الذي لا يعرف يد الغدر من أين ستمتد عليه في المرّات المقبلة.