اعتبر الوزير السابق حسن منيمنة أن ما يعيشه لبنان حاليا على المستوى الأمني سببه المباشر التراكمات التي تلت اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، لافتا إلى أن هناك فئة من الشعب اللبناني تشعر أنّها مغبونة ما يولّد حركات متطرفة تؤدي لاهتزاز الأمن اللبناني. وفي حديث لـ"النشرة"، دعا منيمنة القوى الأمنية لمعاملة كل اللبنانيين بمساواة، مشددا على أنّ من واجبها أن تبرهن أنّها على مسافة واحدة من الجميع وإلا ستخسر قسما كبيرا من المتمسكين بها على مر السنوات الماضية. وإذ لفت إلى أنّ إطاحة القوى الأمنية بحركة أحمد الأسير ممتاز، تساءل: "ماذا عن باقي الحركات وعلى رأسها سرايا لمقاومة التابعة لحزب الله والتي أوجدها بصيدا كحركة تشبيح وكشرطة على الناس تقمعهم وتتجسس عليهم؟"   تراكمات ولّدت شعورا بالاحباط وفيما شدّد منيمنة على وجوب وضع حد لسرايا المقاومة وغيرها من الحركات "باعتبار أنّ حزب الله أنشأ في كل شارع من شوارع بيروت وصيدا وغيرهما مكاتب له وكأن الجبهة مع العدو انتقلت الى الداخل اللبناني"، رأى أنّ "التراكمات التي أدّت لانفلات الأمور الذي نشهده اليوم تكاثرت في 7 ايار واستمرت على هذا المنحى بسبب سلوكيات حزب الله وانفلات سلاحه في الداخل اللبناني ما ولّد شعورا بالاحباط والاذلال عند فئات من اللبنانيين فقرر بعضها مواجهة تطرفه بتطرف من نوع آخر"، على حدّ تعبيره. وردا على سؤال عن المخاوف الأمنية التي أعلن عنها وزير الداخلية، اشار منيمنة الى أن الاغتيالات والتفجيرات متوقعة في ظل تنامي الحركات المتطرفة السرية، معتبرا أن السبيل الوحيد لتجنب هذه الأعمال التخريبية والاجرامية هو أن تتمسك الدولة ومؤسساتها الأمنية بسياسة الاعتدال والمساواة.   تيار المستقبل يمثل الأكثرية السنية المعتدلة وإذ لفت منيمنة إلى أنّ "تيار المستقبل كان واضحا منذ البداية بالتعاطي مع كل الحركات المتطرفة كما مع حالة أحمد الاسير فقد اعلن رفضه لها ولخطابها وهو لا يزال التيار المعتدل الأوسع"، قلّل من شأن إزالة صورة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتعليق صورة أحمد الأسير مكانها في طرابلس، موضحا أنّ "المتطرفين سنيا أقلية"، جازما أنّ تيار المستقبل لا يزال يمثل ما أسماه "الأكثرية السنية المعتدلة"، وقال: "بمقابل الصورة التي أزيلت سيتم تعليق العشرات من صور غيرها لأننا مؤمنون بأن أكثرية الشارع الطرابلسي شارع معتدل يرفض التطرف الذي يدفعه حزب الله اليه"،  واضاف: "الشارع السني شارع معتدل ولن يتورط بما يخططون له وسيبقى متمسكا بمنطق الدولة حتى النهاية".   "حزب الله" يستقوي ويكابر حكوميا وتطرق منيمنة للملف الحكومي، لافتا إلى أنّه، وفي ظل الاوضاع التي نتخبط بها والتي تفرض وجود حكومة تؤمن حدا أدنى من الأمن ومن حاجات المواطن، "نرى الفريق الآخر وعلى راسه حزب الله يستقوي ويكابر فارضا شروطه ومعطلا التشكيل". وقال: "لن يكون هناك حكومة لتعنّت الفريق الآخر بشروطه ومطالبته بالثلث المعطّل".