بعد غيابٍ طويل عن الإعلام، أطلّ اللواء أشرف ريفي المدير السابق لقوى الأمن الداخلي في اللقاء الحواري الأول بعد الخروج من الخدمة، عبر شاشة المستقبل مع بولا يعقوبيان ليلة انتقاله رسمياً من السلك الأمني إلى رحاب السياسة، ليشرح للبنانيين الذين كرهوه قبل الذين أحبوه كيف سيعبر لبنان حقل إلغام هذه المرحلة الصعبة، خصوصاً بعد الأزمة السورية التي كشفت كل الأقنعة، وما مصير قوى الأمن من بعد الشخصية التي استقالت الحكومة لأجله.

فأكد اللواء أشرف ريفي على أنه خرج من الخدمة احتراماً لنفسه واحتراماً للقانون ولم يُخرجه أحد، لأن كل لواء يبلغ سن ال59 يسلّم الأمانة ويؤدي التحية ويغادر. ومدينة طرابلس تعيش تحت الظلم من فترة طويلة وهذا ليس بالمصادفة، بل هو استهداف مركز لتصوير المدينةعلى أنها مدينة خارجة عن القانون، فرِهان أهالي طرابلس لم يكن يوماً إلا على الدولة والمؤسسات فقط، وأكد بأن 40 سنة من الخدمة الوطنية لا تسمح له بتوزيع السلاح في طرابلس، ولكن عندما تقصّر الجهات الأمنية في بعض الأحيان بسبب الوضع المتأزم الذي عاشته الحكومة  التي فُرضت على اللبنانيين في السنتين الماضيتين، اضطر أهالي طرابلس لشراء السلاح ليدافعوا عن أنفسهم. ولكن جبل محسن يصله جزء من السلاح عبر حزب الله والجزء الآخر من سورية عبر سليمان فرنجية.

ووجه ريفي التحية لفخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كسر بالمرحلة الأخيرة الكثير من حواجز الخوف، ودافع بكل جرأة عن سيادة لبنان بمواقف سيادية لا غبار عليها.

ورأى ريفي بأنه على رأس قائمة الإغتيالات وذلك بسبب الملفات المهمة والحساسة التي استلمها وأهمها ملف التحقيق الدولي بالاغتيالات وملف ميشال سماحة و33 ملف عمالة اسرائيلية، وهذا أيضاً ما أودى بحياة الشهيد وسام الحسن.

وفي الحديث عن ملف ميشال سماحة شدد ريفي على أنه تم ضبط المتفجرات التي كانت معه والأموال التي كان سيدفعها أجراً للمنفذين واعترف بذلك صوتاً وصورة وكتابة. وأشار إلى أن القوى الأمنية مسؤولة وطنياً عن حماية ميلاد كفوري الذي أنقذ لبنان من مشروع جهنمي لتفجير فتنة طائفية في شمال لبنان أثناء زيارة غبطة البطرك الراعي، وللأمانة لا علاقة لحزب الله بقضية ميشال سماحة، ولكن في قضايا أخرى له علاقة، واللواء جميل السيد إما "حمار" واستُخدم لتسهيل نقل 24 متفجرة بسيارة ميشال سماحة من سورية إلى لبنان، وإما "مجرم" وكان يعلم بما يوجد في السيارة.

ووجه نداءاً لحزب الله وكل الفرق التي ورطت نفسها وورطت لبنان بالتدخل في الأزمة السورية التي تستطيع أن تبتلع لبنان، ليعودوا عن أخطائهم لنبني الوطن سويةً، والتدخل باللعبة العسكرية والأمنية السورية جرمٌ كبير وخطيئةً أكبر، ولا يمكن لأي نظام أن ينتصر على إرادة الشعوب.

و7 أيار هو الذي أسس لنشوء ظواهر لا عقلانية كظاهرة الأسير، وترحّم على شهداء الجيش اللبناني، واستذكر أحداث لبنان قائلاً: "مقابل مواقف الإمام موسى الصدر النبيلة والوطنية والشريفة، يخرج أحد ويناقض مؤسس المقاومة الأول في لبنان ويقول 7 أيار يوم مجيد. وإسقاط حكومة سعد الحريري كانت المحاولة الثانية لاغتيال الشهيد رفيق الحريري، والمكان الذي أُسقِطَت فيه حكومة الحريري سترافقه وصمة العار إلى الأبد، وهو بيت ميشال عون. وسيبقى الدم أقوى من السيف وسنواجه بصدورنا العارية وبمواقفنا من يريد تدمير البلد على الطريقة الحسينية طريقة إمامنا الحسين حفيد رسول الله وسننتصر، والتاريخ يشهد بأن من قتل الحسين أصبح في مزابل التاريخ، ولن نقابل السلاح بالسلاح لأننا نحب هذا الوطن ولا نريد تميره".