لقد نجحت " المؤامرة " الغربية الصهيونية الامبريالية وما شئت لها من تسميات بتحويل ايران الى العدو رقم واحد بنظر الشعوب العربية اولا وبنظر قسم كبير من الشعب اللبناني خلا طبعا حزب الله وتفريخاته الفطرية الجانبية التي تتغذى مما يتربع عليه الحزب من جبل اموال الشعب الايراني المسكين , واذا وضعنا هذا النجاح في ميزان المصالح بعيدة المدى لجاءت النتيجة بلا شك في صالح رجحان كفة الخسارة وبشكل " طابش "على حساب كفة الربح التي تكاد تصبح فارغة وهذا بالضرورة يستدعي من النظام الايراني اعادة قراءة لسياسته في المنطقة وبخاصة لربيبها في لبنان وبالاخص بعد مرحلة النصر الالهي عام 2006 وما نتج عنه من الموافقة على القرار الدولي 1701 وتضمنه من استدارة للبندقية التي كانت يوما ما " مقاومة " , لان هذه البندقية عينها وان استقالت من وظيفتها التحريرية الشريفة الا انها لا تزال تطلق النار بكل الاتجاهات الا جنوبا نحو صدر العدو الحقيقي ( وهنا لا بد من التذكير انه اسرائيل ) لدرجة ان هذه " المقاومة "المستقيلة وبعد ان كانت تحتاج الى عمليات تذكيرية في مرحلة بعد ال 2000 نراها استعاضت عنها الان بمجرد مشاهد تلفزيونية قديمة لنفس الغاية التذكيرية بدور صار من التاريخ , وحسنا فعل النظام الايراني باستبدال وجه احمد نجاد بوجه اكثر اعتدالا كرسالة واضحة المعالم يطلّ من خلاله على الغرب فنحن ندعوه لاستكمال هذا التوجه بتبديل كل الوجوه النجادية التي لم تجلب لايران الا المزيد من الخسائر واطالة لصفوف الخصوم والاعداء , وهنا لا بد من التذكير بالمثل القائل ( الولد العاق لا يجلب لاهله الا المسبات ) , وما هذه الدعوة الصادقة الى الوقوف واعادة القراءة قبل فوات الاوان الا لاننا لا نرضى ان تتحول ايران في نظر الكثيرين الى شر مطلق .