اذا اعتبرنا ان ظاهرة احمد الاسير هي حالة خاصة منفصلة , وليست نتاج جو عام يبدأ من العراق مرورا بسوريا والقصير وصولا الى عرسال وعكار وجرودهما انتهاءا بتشكيل الحكومة وتعطيل الانتخابات النيابية فيصبح حينئذ ما يقوم به الجيش اللبناني هو عين الصواب لا بل مطلب وطني عام , اما اذا اعتبرنا ان هذه الحالة ان هي الا واحدة من افرازات الجو العام وما يجري حولنا وعندنا , فهذا يعني ان ما يجري بصيدا وفي عبرا تحديدا ما هو الا واحدة من حلقات الجنون التي لن تؤدي الا الى مزيد من استدراج النيران السورية الى العمق اللبناني , لان الحل المنطقي في مثل هذه الظروف لا يكون باستئصال ما يفرزه المرض الكبير من عوارض جانبية مع الابقاء على اصل المرض هذا ان لم نقل ان طريقة المعالجة هذه يمكن ان تزيد حالة هذا الوطن المريض سوءا , وهذا ما سوف نشهده بالقادم من الايام بغض النظر عن الكيفية التي ستؤول اليها نهاية حرب عبرا ( تسوية او حسم ) طالما اننا نتجنب الاقتراب من اصل المشكلة ومن علة العلل المتمثلة باستمرار حالة التفلت وبالمزيد من مسخ مؤسسات الدولة واستمرار العمل من غالبية الاطراف السياسية على " شرشحة " الدستور والقوانين واستمرار القفز  فوقهما بشكل يومي من اجل   مآرب ومصالح لا تمت للمصلحة الوطنية العليا بصلة ...