خيّم شبح الفتنة المذهبية بوجهه القبيح على البقاع الشمالي يوم أمس، صانعاً من التنوع الطائفي جسراً دنيئاً لإيقاظ الفتنة وإشعالها، فكان يوماً موشحاً بالسواد والحقد العقائدي الذي تفوح منه رائحة الحرب الأهلية.  

فأودى كمينٌ مسلّح بحياة 4 شباب من الطائفة الشيعيةفي منطقة مراح رافي في جرود البقاع الشمالي بين رأس بعلبك والقاع. هذا ما أدى إلى زيادة حدة التوتر في بعض مناطق بعلبك والهرمل تخلله انتشار مظاهر مسلحة، وعلى أثر ذلك قامت وحدات الجيش اللبناني بتكثيف الدوريات وإقامة حواجز إضافية ونقاط تفتيش في مختلف أرجاء المنطقة، وباشرت القوى الأمنية بالتحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وتوقيف الجناة وإحالتهم إلى القضاء المختص،داعيةً أهالي البقاع إلى التعالي على الجراح وضبط النفس والتحلي بالصبر في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد.

بينما يشدد ابناء المنطقة  على ان ابناء عرسال يعرفون من قتل الشبان ودعوهم الى المساهمة في تهدئة الأجواء وتسليم من قام بالعمل. في الوقت الذي استنكر أبناء عرسال في بيان لهم هذه الجريمة مشددين على وقوفهم وتعاونهم مع آل جعفر وآل أمهز في هذا المصاب مؤكدين أنهم تحت سقف القانون.

هذا وأبدى الرئيس المكلف تمام سلام أسفه الشديد للجريمة التي أودت بحياة اربعة اشخاص بينهم ثلاثة لبنانيين في منطقة وادي رافق في البقاع الشمالي، ودعا أهالي الضحايا وجميع المعنيين في المنطقة الى التزام الحكمة وضبط النفس والتنبه الى مخاطر الفتنة، وتسهيل عمل السلطات الامنية والقضائية لتقوم بواجباتها في ملاحقة المجرمين.

ودان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الجريمة النكراء التي وقعت في البقاع الشمالي وأكد على أن جرائم القتل المتنقلة هي محاولات يائسة لإشعال الفتنة المذهبية في البلاد، داعياُ اللبنانيين الى اليقظة والحذر من تحقيق إرادة المخططين لإشعال الفتنة عن طريق ردات الفعل التي تحقق اغراضهم في الفتنة.