بعد ثلاثة  أشهر من دخول حزب الله إليها سقطت، سقطت القصير وتساقطت المواقف الدولية المنددة  بتورط حزب الله في سوريا ، والمواقف العربية المهددة بوضع المقاومة على اللائحة السوداء، والحديث يدور عن انتقال حزب الله في الأيام المقبلة لإدارة المعركة في حلب، الأمر الذي يزيد تأرجح لبنان على حافة الهاوية السورية، داخلاً خطواته الأولى في متاهة الحرب الأهلية في طرابلس دون أن يعي بأنه دخل..

أكد عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر عبر برنامج "inter-views" على شاشة تلفزيون المستقبل بأن الكلام عن سقوط القصير أمر سخيف، فالقصير لم تسقط لكن المقاومة هي من سقط في القصير، لأنها حادت عن توجهها ودربها الصحيح، وانتصار بشار على شعبه ليس بالأمر المشرف. والوضع في طرابلس غير مرتبط في القصير، وأهالي طرابلس يضطرون للدفاع عن أنفسهم. متمنياً على الثورة السورية تحييد لبنان وتجنيبه المزيد من النيران. وفيما يخص التمديد أشار الجسر قائلاً: "وُضعنا أمام خيارين كلاهما مرّ، إما التمديد وإما الفراغ والذهاب إلى الهيئة التأسيسية تحت وطأة السلاح".

هذا وأكد لؤي المقداد المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش السوري الحرّ من اسطنبول بأن القصير لم تسقط والجبهة الشمالية صامدة، وعدد قتلى حزب الله في اليومين الماضيين فاق المئة قتيل، ووجّه المقداد لأهالي الضاحية الجنوبية الذين يحتفلون بسقوط القصير رسالةً مفادها: "نكّسوا أعلامكم الصفراء وجهزوا راياتكم السوداء، لأن سورية ستكون مقبرة حزب الله". وللسيد حسن: "أردتها حرباً مفتوحة بيننا وبينك، وسينتصر الدم السوري على سيفك أيها المجرم". متسائلاً إن كان حزب الله يستطيع السيطرة على 185000كلم2 وقتل 25مليون سوري.

وشدّد بدوره مدير تحرير صحيفة الجمهورية الكاتب والمحلل السياسي شارل جبّور على عدم إمكانية التشارك مع حزب الله في الحكومة، وعدم إجراء الإنتخابات في ظل سلاح المقاومة اللاشرعي، وأشار إلى أن الصراع في سوريا ليس صراع طائفي ولا مذهبي بل هو صراع في المنطقة بين مشروع السلام الفعلى ومشروع استعباد الشعوب واستغلالها للمصالح الشخصية، وأن على المسيحيين ،أصحاب المراكز في لبنان، أن يأخذوا دورهم بشكل واضح ولا يكونوا غطاءاً لحزب الله، ورأى جبّور بأنه ليس هناك حكومة ولا رئاسة جمهورية في المستقبل القريب و حليف المنتصر في سوريا هو الفريق الذي سيحكم لبنان في المرحلة المقبلة.

وأعلن المحلل السياسي حسين الشيبكشي في اتصالٍ هاتفي من جدّة بأن العالم العربي قال كلمته في حزب الله على أنه خلية إرهابية يجب التخلّص منها، ولا يوجد أمام الحكومات العربية خياراً إلا الذهاب في هذا الطريق وخاصة دول الخليج، ورأى الشيبكشي بأن حزب الله والقاعدة وجهان لعملة واحدة وسرطان يدمّر هذه الأمة يجب استئصاله، وحزب الله لم يعد يمثل الطائفة الشيعية، ولكن لبنان سيدفع فاتورةً باهظة الثمن نظراً لمجاملة حزب الله الزائدة عن اللزوم.