لا يكاد المُتابع لأحداث "طوفان الأقصى" الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، وما أعقبه من جرائم وحشية اقترفها الكيان الصهيوني في القطاع والضفة الغربية، والتي خلّفت آلاف الضحايا، وأكثر من عشرة آلاف مُصاب، ومئات آلاف المهجرين المفجوعين، التائهين في العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا أمان، وإذ يبتئس ويغضب المُتابع لمآسي الفلسطينين هذه الأيام الحالكة، ويستفضع فداحة الدعم الأميركي والأوروبي للعدوان الإسرائيلي على شعب فلسطين المستمر منذ أكثر من خمسة وسبعين عاماً، هذا البائس الغاضب من أمثالنا من عباد الله المُستضعفين، تكتمل مآسيه وآلامُهُ بسماع أبواق "المقاومة والممانعة" من أمثال سالم زهران وفيصل عبد الساتر وعلي حجازي، ورفيق نصرالله وحبيب فياض و حسن جواد، أبواقٌ تنضح بما عندها من فائض الرياء والكذب والعجرفة، وتزييف الحقائق والوقائع، ونشر الأباطيل والعنتريات الفارغة، والأوهام الطائشة، ومن استطاع الإستماع إليهم  تكتمل لديه صورة وفظاعة مأساة الشعب الفلسطيني، ومعها مأساة الشعوب العربية التي طالما حلمت بالخلاص من الإستعمار وأذناب الإستعمار، وطالما حلمت بوحدة عربية تنهض بأوطانها، وبديمقراطية تحمل الرخاء والأمان والاستقرار، قبل زحف الموجات الدينية والطائفية والمذهبية، والتي تتزعمها وتقودها حركات" إسلاموية" ظلامية، ما فتِأت تنشر الرعب والتخلّف والضياع.
من سخرية القدر والزمان، أنّ هؤلاء الممانعين الذين ذكرنا بعضهم، باتت محطة Otv التي يملكها ميشال عون وصهره جبران باسيل هي الحضن الدافئ لهم في هذه الأيام الحالكة.