ظهر النائب آلان عون( وهو بالمناسبة إبن اخت الرئيس عون) بالأمس مع الإعلامي مارسال غانم في برنامج "صار الوقت"، في حوارٍ سياسيّ مع النائب أحمد الخير( عضو كتلة الإعتدال)، ومنذ بداية الحوار بادره غانم بالسؤال البديهي: لماذا لم تتقدم لمنافسة جبران باسيل على مرتبة رئاسة التيار الوطني الحر، فجاء جوابه مُتلعثماً ومرتبكاً، وغير مقنع، ليكشف مرّةً أخرى عن تفاهة شخصيته السياسية وإسفافها، لِيلوذ في نهاية المطاف بأنّ الأمر مُتعلّقٌ بإرادة خاله الرئيس السابق ميشال عون، وهكذا تسقط جميع الإدعاءات والأباطيل التي أطلقها جبران باسيل حول ديمقراطية الإنتخابات الداخلية فيما يُسمّى التيار الوطني الحر لصاحبه ميشال عون.
في الجانب الآخر، والسجال مع النائب أحمد الخير حول الاستحقاق الرئاسي، تكشّفت جليّةً شخصية آلان عون، عوني بامتياز، ولعلّه من العونيين الأقحاح، فهو لا يجد في مسيرة الرئيس السابق ميشال عون وصهره اي خلل، أو انحراف، أو زلل، أو تفريط في سيادة البلد واستقلاله، لا بل يذهب آلان عون "برجليه" ليقود حواراً ثنائيّاً مع قيادة حزب الله، حول المركزية الإدارية المُوسّعة، والصندوق الإئتماني، وليكشف مرّةً أخرى عن ذِمّية حقيرة تكمن في أوصال قيادة التيار العوني، وسلوكياته المشبوهة منذ اتفاق مار مخايل مع حزب الله عام ٢٠٠٦ وحتى اليوم، ويُبادرهُ النائب الخير بمراجعة سياسية واضحة وصائبة حول الحوار الثنائي بين حزب الله والتيار الوطني الحر،  فيوضح بأنّ الطرفين افتتحا هذا الحوار البليد، حول مسألتين شائكتين ( اللامركزية الإدارية والصندوق السيادي) وهما في الأصول الدستورية من اختصاص مجلس النواب، كلّ واحدٍ منهما حسب نواياه السياسية " المُبيّتة" والخبيثة، لأمورٍ تتعلق بالإنتخابات الرئاسية المُعلّقة، وذلك بهدف كسب الوقت، أو بالأصح تضييعه، فحزب الله ينتظر المساومات والمناكفات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، في المنطقة والعالم حول برنامج إيران النووي، والتيار الوطني الحر يلجأ إلى تضييع الوقت حتى يُطيح بفرصة وصول الجنرال جوزف عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، وبعد ذلك تتظهّر مواقف النائب عون المتناقضة والمضطربة، والخالية من كلّ حسٍّ بالوطنية والمسؤولية، أو الإلتزام بمصالح المواطنين الصابرين الغافلين، والتي للأسف الشديد، تُداسُ تحت سنابك مُسمّيات الحوار الثنائي الطائفي المقيت والمُعيب في آنٍ واحد.
قال الشاعر:
وإنّ كلام المرء في غير كُنهِهِ
لكالنّبل تهوي ليس فيها نِصالُها