الدكتور ناجي حايك..سياسي طارئ على الحياة السياسية اللبنانية الفاسدة، تستطيع أن تكتشف بسهولة من مظهره وشكله، وحركات عينيه ومسحة الطفولة "البريئة" الظاهرة على مُحيّاه، مدى انتهازيته وانحطاطه، أمّا إذا تكلّم وباح بمكنوناته، واستفاض في تحليلاته السطحية السخيفة، عندها سيظهر لك جليّاً مدى البؤس والإسفاف والإنحطاط الذي وصلت إليه الحالة العونية، في آخر تجلّياتها مع رئيسها جبران باسيل( المُعيّن من جانب عمّه الرئيس السابق ميشال عون)، واليوم مع نُوابه الأفذاذ، وفي مقدمهم ناجي حايك وأحد قراصنة الشيعة.
صحيح أنّ حايك لا يستحق وقفة خاصة في مقالة محدودة، إلاّ أنّ تعيينه من قِبل باسيل، يستحق وقفة مُتأنيّة، ذلك أنّ حايك كان قد درج منذ فترة، وفي مقابلات تلفزيونية، على الإنتقاد اللاذع لأداء حزب الله في الشؤون الوطنية العامة، وفي تعامله الخاص مع التيار الوطني الحر، وخلاصة مواقف حايك كانت تتركز أنّ حزب الله هو الذي كان يقتات من رصيد الحالة العونية، في حين تحصد هذه الحالة الشوك والخيبات والتدهور المعنوي والمادي، لذلك كان لا بدّ لجبران باسيل وهو يرفع من شأن حايك، من الإشارة إلى ما كان يصدر عن حايك من تهجماتٍ على أفضل حليفٍ للتيار،  وهو حزب الله، أنّ هذه التصريحات إنّما كانت باعتباره كان مُناصراً للتيار ومُدافعاً عنه، أمّا اليوم فهو مُضطرٌّ للإنضباط والإنصياع، وانتظار التعليمات، وفي حال التمرّد، والخروج عن طاعة باسيل، فسيلقى عندها الطرد من جنّة التيار العوني ونعيمه، إلى أرض البؤس والضياع والخذلان، مع من سبقوه إلى ذلك.
هنيئاً لك أيها الدكتور الثائر، ارتمائك في أحضان المقاومة والممانعة، التي حاولت أن تصطادها في يومٍ من الأيام، فأوقعتك اليوم في أحابيل شِباكها