أثارت هيئة التبليغ الديني في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى استنكاراً واسعاً في صفوف أبناء الطائفة، بإصدارها قراراً تعسّفيّاً باعتبار ثلّة من علماء الطائفة غير مؤهلين للتبليغ الديني، فضلاً عمّا يعتريهم من نقائص وانحرافات، واستعمال الزّي الديني بدون وجه حق، في حين أنّ معظم أبناء الطائفة يحتفظون بكامل الإحترام والتقدير لهؤلاء العلماء المظلومين، وفي طليعتهم الشيخ ياسر عودة والشيخ سامر غنوي، وهذا القرار يُناقض صراحةً إرث آل البيت النبوي الشريف الذي يدعو إلى الصفح والإحسان والرّوية، فضلاً عن الدعوة إلى درء المفاسد، وقول كلمة الحق في وجه سلطانٍ جائر، وهذا ما يعمل له، ويُجاهر به هؤلاء "المنبوذين" من جنائن الثنائية الشيعية، أمّا "علماء" التبليغ الديني فقد فاتهم على الأرجح أحاديث نبوية صريحة تدعو لمحاربة الفساد في الأرض، ولعن الفاسدين والمُفسدين، ومُغتصبي حقوق الناس وأتعابهم، فعن النبي قوله صلى الله عليه وسلم: ألا أُخبركم عن شرّ الناس! قالوا بلى يا رسول الله، قال: العلماء اذا فسدوا. على أنّ الأمر القبيح الذي صدر عن هيئة التبليغ الديني، سرعان ما تبيّن تهافته وبُطلانه، عندما بادر سماحة الشيخ علي الخطيب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى اعتبار قرار هيئة التبليغ الديني لاغياً وباطلاً من أساسه، ولا صلاحية لمُوقّعيه بإصداره، وأنّ النطق باسم المجلس يعود له حصراً. وهكذا عادت الأمور إلى نصابها الحقيقي، وانتصرت كلمة الحق، وزهقت كلمة الباطل، وباء الذين يسعون جاهدين لوصم الطائفة الشيعية بالضلال والإنحراف والتّخلّف والغُلوّ، بالندامة والفشل والخسران، وهنيئاً لهؤلاء العلماء الأجلاء، وفي طليعتهم الشيخ ياسر عودة شهادة البراءة والأهلية من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلسان نائب الرئيس، الذي أعاد للمجلس كرامته وأهليّته، بصون كرامة هؤلاء العلماء المظلومين وصون كرامة الذين يؤمنون بصدق دعاويهم، ونُبل أهدافهم، وسُموّ أخلاقهم.