يُواصل طرفا الثنائية الشيعية( حركة أمل وحزب الله ) صلفَهُما وتعنُّتهما في معركة رئاسة الجمهورية المحتدمة هذه الأيام بين قوى "الممانعة" من جهة والقوى "السيادية" من جهة أخرى، فبعد أن قام رئيس المجلس النيابي نبيه بري طوال ثمانية أشهر بضرب الدستور عرض الحائط، بتجاوزه المادة ٤٩ من الدستور، التي لا تنُصّ على وجوب الإلتزام بنصاب ثًلثي أعضاء المجلس النيابي في دورات اقتراعٍ مُتتالية، وتعمُّده تطيير النصاب "المزعوم" عنوةً خلال اثنتي عشر جلسة انتخابية، وذلك بموجب مادة" مادة رجلها من الشباك"، حسب ما تفوّه به الرئيس نبيه بري ساخراً مُتهتّكاً في ردّه على تساؤل رئيس حزب الكتائب، عن المادة الدستورية التي يعتمدها بري في جلسات انتخاب الرئيس العتيد. بعد هذا كله، طلع علينا بالأمس رئيس كتلة حزب الله النيابية، الحاج محمد رعد، مُستهزئاً من جموع اللبنانيين الواقعين تحت سلطة سلاح حزب الحاج، بقوله: الشغور الرئاسي مديد، ونفسُنا( بحول الله وقوته طبعاً) طويل، طويل بما يكفي ويزيد، حتى "تنقطع أنفاسكم"! فكما طال "نفسُنا" عام ٢٠١٦ مدةً ناهزت الثلاثين شهراً، ها نحن الآن مُستعدون لذلك، حتى تأتوا إلينا "صاغرين"، وتنتخبوا من نراهُ مُناسباً لحماية ظهر المقاومة والممانعة أولاً، أمّا حماية ظهر الوطن، فهذه مسألة فيها نظر، وسننظر فيها حين نرى ذلك واجباً، تفرضه مصالح ونفوذ قوى الممانعة في المنطقة الممتدة من إيران شرقاً، حتى ضفة البحر الأبيض المتوسط غرباً. كان العباس بن زُفَر لا يُكلّمُ أحداً حتى تنبسط الشمس، فإذا انفتل عن مُصلّاه ( أي انتقل) ضرب الأعناق وقطع الأيدي والأرجُل، وكان جرير بن الخطفي، لا يتكلّم حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قذف المُحصنات، وقيل لعامر بن عبد قيس: ما تقول في الإنسان؟ قال: ما عسى أن أقول فيمن اذا جاع ضَرع،  وإذا شبع طغى.