عندما بعث الإمام علي بن أبي طالب عبدالله بن قيس، المعروف بأبي موسى الأشعري، حكَماً من قِبله للتّحكيم في شأن الصراع الدموي الذي اندلع بينه وبين معاوية بن أبي سفيان والي الشام، واختار معاوية عمرو بن العاص حكماً من طرفه، وذلك بعد أن انجلت معركة صفّين بين الطرفين على تحكيم الرجال، وانتهت جولة التحكيم عن خديعة عمرو بن العاص لِأبي موسى الأشعري، عندما خلع الأشعري صاحبه عليّاً من الخلافة، وثبّت عمرو بن العاص صاحبه معاوية في الخلافة، فخرجت بعد ذلك جماعةٌ من أصحاب عليٍّ عليه لقبوله التحكيم، وسيُدعون بعد ذلك بالخوارج، ورفعوا شعارهم الشهير: لا حكم إلّا لله، فأجابهم عليّ: كلمة حقٍّ يُرادُ بها باطل، ذلك أنّ القوم، أيّ قومٍ كانوا، لا بُدّ لهم من أميرٍ بِرٍّ أو فاجر. اليوم أيها القوم السياديون، لا بُدّ لكم من رئيسٍ بِرّ أو فاجر، وطالما تقاطعتم مع الفاسد المُشعوذ جبران باسيل، فلمَ يا ترى، لا تتقاطعوا مع الثنائية الشيعية، التي تحتكر الموقع الشيعي في مجلس النواب والحكومة، وعلى أرض الواقع المُرّ، ولرُبّ ضارةٍ نافعة، فالوزير السابق سليمان فرنجية ليس الشيطان الرجيم، قِياساً على باسيل، كما أنّ من تسعون إلى تبنّيه (برضى باسيل)، ليس الرحمن الرحيم بطبيعة الحال، فاطلبوا ما هو مُمكن، كي لا تقعوا في دائرة المُحال.