توجّه الوزير السابق جبران باسيل قبل أيام في مقابلة تلفزيونية، للسيّد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، بدعوة مُباشرة وجريئة، لِعدم التّدخّل في شؤون التيار الوطني الحر الداخلية، ومُحاولة زرع الشّقاق والتّمرّد بين أعضائه وقادته، وأردف حديثه بتوجيه إرشاد أخلاقي للسيد نصرالله، ذلك أنّ هذا التّصرّفَ الشنيع (التدخل في شؤون التيار العوني)، يخرج عن الأعراف "الأخلاقية"، هكذا وبصريح العبارة، تدخلات حزب الله في شؤون التيار مُنافية للأخلاق الحميدة، التي يجب أن يتحلّى بها كلّ مُسلم، فما بالك بأمين عام حزب الله، هذا الذي يشهد لسماحته يوميّاً، عشرات الآلاف من مُناصريه ومُحازبيه وأتباعه، بِحُسن الخُلُق والسيرة، مع عُلُوّ الهِمّة ومكارم الأخلاق.

وعلى كلّ حال، وسبحان الله مُغيّر الأحوال، عندما نسمع ونشهد اتّهامات جبران باسيل للحزب وقادته بالخروج على الأعراف الأخلاقية، لا يسعنا سوى الشّماتة بالسيد نصرالله، الذي لا ينفكّ يوميّاً، مع نُظرائه في حزب الله، عن توجيه النُّصح والإرشاد والمواعظ "الأخلاقية" على جميع "الرعايا" في الساحة اللبنانية،( ذلك أنّنا لا نعيش في وطنٍ واحد مع سماحته)، بل لعلّنا نحيا في مشروع "ولاية" صغيرة مُلحقة بولاية الفقيه المركزية في إيران، ومع ذلك لن ولم نتفجأ بسلوك جبران باسيل مع ربيب نِعمته حزب الله، فقد سبق لباسيل  أن خان وطنه لبنان، وضرب طائفته في الصّميم، وضرب عرض الحائط بِمُسلّمات الإصلاح والتغيير.

هذه المُسلّمات التي أقام الرئيس السابق ميشال عون على أنقاضها مداميك عرشه،  قبل أن ينهار العرشُ بين يديه ويدي صهره العزيز جبران باسيل، الذي يتباكى اليوم ويشكو من "ظلم" من حملوه على الراحات، ورفعوه على الأكتاف، قبل أن يُقِيموا عرشهم "الوهمي"، والذي سيبِيْدُ حتماً فيما سيبيد، والعاقبةُ للمُتّقين.


قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حقٌّ وباطل، ولئن كثُرَ أمرُ الباطل لقديماً فعل، ولئن قلّ الحقُّ لربّما ولعلّ.