يدعو الرئيس نبيه بري كلّ اسبوع( مع الوعد بالاستمرار على هذا المنوال) نواب لبنان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، دون أي جدوى، حتى بات مثلُهم كمثل جماعةٍ من القِرَدة كانوا سُكّاناً في جبل( الحكاية من كليلة ودمنة)، فالتمسوا في ليلةٍ باردة، ذات رياحٍ وأمطارٍ ناراً، فرأوا يراعةً تطير كأنّها شرارة  فظنُّوها ناراً (واليراعة حشرة تلتمع وتطير ليلاً)، فجمعوا حطباً كثيراً، فألقوه عليها، وجعلوا ينفخون طمعاً أن يوقدوا ناراً يصطلون بها من البرد، وكان قريباً منهم طائرٌ على شجرة، ينظرون إليه وينظر إليهم، وقد رأى ما صنعوا، فجعل يُناديهم ويقول: لا تتعبوا فإنّ الذي رأيتموه ليس ناراً، فلما طال ذلك عليه، عزم على القرب منهم لينهاهم عمّا هم فيه، فمرّ به رجلٌ، فعرف ما عزم عليه، فقال له: لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم، فإنّ الحجر المانع الذي لا ينقطع، لا تُجرّب عليه السيوف، والعود الذي لا ينحني لا يُعملُ منه القوس، فلا تتعب، فأبى الطائر أن يُطيعه، وتقدّم إلى القردة ليُعرّفهم أنّ اليراعة ليست بنار، فتناوله بعض القردة وضرب به الأرض، فمات.

 


الخِشيةُ كلّ الخشية أن يحاول الرئيس نبيه بري تقويم ما لا يستقيم، فيدعو للحوار مُثنى وثلاث ورُباع، أو يُجرّب سيفه على الحجر الذي لا ينقطع، فيُعاود لقاءات الأربعاء النيابية بلا جدوى، حتى يتقدم أحدٌ من الإخوة المُتشدّدين في حزب الله لِيُطيح به، مع ما حاول إصلاحه وتدبيره، ليستمرّ النفخ في نار النعرات الطائفية، وتلاعبات الأحزاب وحزازاتها التي لا تهدأ، والتي لن تعود على الشعب اللبناني الصابر بفائدةٍ تُرجى في ليالٍ باردة وأمطارٍ غزيرة، فما هي سوى حشرةٍ تلتمع وتطير ليلاً.