ظهر بالأمس أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كداعية سلام لا يُشقُّ له غبار، فالمنطقة الشرق-آسيوية أو الغرب-آسيوية (كما يحلو للوليه الفقيه الخامنئي أن يُسميها) بحاجة ماسّة للسلام ونزع السلاح( بما فيه النووي)، وما الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل(العدو الغاشم سابقاً)، سوى مقدمة ضرورية لذلك، وعلى الجميع بعد هذا الإنتصار "الإلهي" أن يتعلّموا كيف يجتهدون لتفادي الحرب والدمار والرعب والقتال، وها هي الولايات المتحدة الأمريكية -بحمد الله تعالى- كفّت يدها عن العدوان والطغيان، وأرسلت لنا رسولاً أميناً يهدينا سواء السبيل، وما على حُكّام الخليج العربي، الذين ضاقوا ذرعاً بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية المُداهنة لإيران، سوى أن يمضوا "صاغرين" للتفاهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سعياً وراء السلام المنشود، فيعترفوا بحكم وسلطان عبدالملك الحوثي، لتتوقف حرب اليمن السعيد، وعليهم كما على شعوب المنطقة العربية بأسرها أن يؤمنوا بنهج المقاومة والممانعة الذي يتزعمه السيد نصرالله نفسه، ويُذعنوا لصواب خياراتها وتصرفاتها، فهي لم تجلب لليمن والعراق وسوريا ولبنان سوى الأمن والرخاء  والتّقدم والعمران، وها هي إسرائيل عادت إلى جادّة الصواب بعد أن قيضّ الله تعالى لها رئيس وزراءٍ عاقل، مدّ يده لمصافحة المقاومة، ولاقاها في منتصف الطريق لإنجاز الترسيم البحري الذي يعود بالفائدة على الجميع، وهذا بخلاف المُتغطرس نتنياهو، لا وفّقه الله في الإنتخابات الإسرائيلية القادمة أول الشهر القادم.

 


يحارّ المرء "العاقل" في فهم منطق السيد نصرالله، الذي أمضى أكثر من ساعتين بالأمس لِيُقنعنا بفضائل الجنوح نحو السلم والأمان والاستقرار وتهدئة الخواطر والأعصاب، كيف لا يخطر على باله أن يُقنعنا بأنّه عاجزٌ عن الضرب على يد المتغطرس جبران باسيل، وكيف نقتنع بأنّه لا يحمل مع "صديقه" وحليفه باسيل تبعات ومسؤوليات عرقلة تأليف حكومة جديدة، أو انتخاب رئيس جمهورية جديد، كيف لا يطلب من باسيل، حتى لا نقول يُرغمه على تقديم بعض

 

"التضحية" في سبيل لبنان الوطن، أو فليُطلعنا على الأقل كيف يتجرّأ على إسرائيل ويهددها بحربٍ ضروس، في حين يقف عاجزاً أمام الصديق الوفي ميشال عون وصهره المدلّل، لا بل كيف يمكن أن يُقنعنا "بعظمة" إنجازات و"إبداعات" ميشال عون خلال فترة رئاسته، وكيف يمكن له أن "يستغبي" بيئته الحاضنة، مع سائر المواطنين فيُشيد ويتفاخر بما قدّمه عون للبنان واللبنانيين من "مآسٍ وكوارث" خلال فترة رئاسته المشؤومة.

 


يا سيد حسن، إنّ العرَجَ من ساقين لا يعني سيراً مُستقيماً، فقد ذُقنا الأمرّين من سياساتك وأباطيلك،  وسياسات وسرقات وأباطيل حليفك المفضّل جبران باسيل، المعفي من تقديم التضحية في سبيل لبنان الذي قدّم له الغالي والنفيس.