على صعيد الموقف الاسرائيلي، قال وزير الدفاع بيني غانتس أمس: «آمل كثيرا توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وفي رأيي سيكون هناك حفارتان، هذا وضع أفضل للبنان وإسرائيل»، وأضاف أنّ «السؤال هو هل سنمر في التصعيد بحلول ذلك الوقت أم لا، حقيقة أن توقيع اتفاقية الترسيم لا يعني أنه لن يحدث شيء في أماكن أخرى لأسباب أخرى، ولكن إذا لم يتم حل قضية الترسيم، فيمكن استخدام مناطق أخرى كأداة لعب في هذا النوع من التصعيد».


 

واعتبر، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنه «عندما يكون لدى دولتين بنى تحتية استراتيجية تواجه بعضهما البعض، وكلاهما لديه شيء يكسبه، فهذا عامل على استقرار المنطقة».


 

وفي سؤال عما إذا كان «يتنازل عن أرض الوطن من دون سلطة»، لفت غانتس إلى «أننا نتحدث عن المياه الاقتصادية لدولة إسرائيل، خارج حدود المياه الإقليمية. هناك مشورة قانونية مصحوبة تقول إن هذا الاتفاق يمكن أن يتطور، لا أرى سوى أن هذه الادعاءات هي لدغة سياسية»، وأضاف أن «كل هذه اللدغات هي لاعتبارات سياسية، لا يوجد هنا يمين ولا يسار، هناك قضية اقتصادية أمنية بحتة».


 

وذكر أن «هذا اتفاق تم العمل عليه منذ سنوات، بنيامين نتنياهو كان رئيس الوزراء عندما بدأت المناقشات حول الإتفاق، ورفعه شتاينتس كوزير للطاقة، والآن وصلنا إلى خط النهاية. نتنياهو سيقوم بعمل جيد إذا ترك هذا الأمر خارج المجال السياسي ولم يلعب لمصلحة الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله الذي يحاول تحقيق إنجاز هنا».

 

وأوضح غانتس أن «الاتفاق الناشئ هو في الأساس اتفاق اقتصادي، وستعرض نقاطه الرئيسية على الجمهور بشفافية بطريقة أو بأخرى إذا تم توقيعه بالفعل، وبطبيعة الحال من المستحيل عرضه أثناء إجراء المفاوضات»، وأكد أنه «يجب أن نتذكر، بخلاف الجانب الاقتصادي، أن يكون للاتفاق أيضاً أهمية أمنية إذا تم توقيعه، وعلى المدى القصير فهو سيرفع عتبة الردع، وعلى المدى الطويل قد يقلّل من اعتماد لبنان على إيران ونفوذها».


 

وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اسباب استقالة رئيس وفد المفاوضات الإسرائيلي أودي أديري من منصبه، وسط انتقادات وتضارب الآراء حول الاتفاق المرتقب مع لبنان حول الحدود البحرية.

 

وأفادت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أنّ «أديري الذي يدير المحادثات منذ 2020، استقال على خلفية إدارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا المفاوضات فعلياً». ونبّهت الى أنّ «أديري تعامل بموضوع الطاقة فقط، ولم تتم إحاطته بالجانب الأمني والسياسي للإتفاق». وأكدت صحيفة «معاريف» أن «أديري انسحب من الوفد المفاوض بسبب معارضته للإتفاق الناشئ»، بحسب ما نقله «i24».

 

وفي غضون ذلك، زعمت وزارة الطاقة في بيان لها أن «أودي أديري طلب من وزيرة الطاقة إنهاء منصبه استعدادا لاستلام وظيفة جديدة، وعرض أودي مساعدته لمتابعة الملف إذا دعت الحاجة». وذكرت أن «المدير العام لوزارة الطاقة، ليئور شيلات، حل مكان أديري كرئيس للفريق المفاوض».

 

نتنياهو

 

الى ذلك، اشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع «القناة 14»، إلى أن «اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان صفقة مخزية، لمدة 10 سنوات لم أكن مستعدًا للخضوع لإملاءات الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله وقد تعرض للتهديد من قبلنا، استغرق الأمر من رئيس الحكومة يائير لابيد 3 أشهر للاستسلام لأن نصرالله هدّده».

 

واضاف: «إنه يسلّم ثروة ضخمة من الغاز»، لافتاً إلى أنه «لا يمكن لدولة إسرائيل أن تدع لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس وغيرهما يقودونها خلال العواصف، سيضعوننا في وسط الجليد».

 

وتابع: «الإرهاب يحدد الضعف، سنعيد الردع والعزة الوطنية». وذكر «أننا أتينا بأربع اتفاقيات سلام مع دول عربية من دون أن نتنازل عن أي مليمتر، وسنعقد مزيداً من الاتفاقيات والأولى ستكون السعودية»، واعتبر أن «لابيد يعيد قضية الدولة الفلسطينية التي ستهدد وجودنا، وقال غانتس إن عاصمة فلسطين ستكون في القدس».